منهجية لكتابة البحث او المقال
لأهمية الاستمرار في كتابة البحوث والمقالات، وتصحيح الخطوات اللازمة للسير في كتابة بحوث منتجة، نرى من الضروري اتباع طريقة تساعد كتاب البحوث في كتاباتهم، وهي طريقة علمية متبعة في كتابة البحوث، لذا نعرض على الاخوة تفصيل ذلك للاستفادة من هذا المنهج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد الاستقراء الناتج من الاطلاع على الأبحاث والمقالات التي قدمها الاخوة، تبين ان العمل بطريقة الاشراف هو الأمثل في تحديد المسار الصحيح لكتابة البحوث، الا ان المؤسف عدم توجه الطلبة للعمل بهذه الطريقة العلمية – أي الاستفادة من ان يكون هناك مشرف على كتابتهم-، لذا ولأهمية الاستمرار في كتابة البحوث والمقالات، وتصحيح الخطوات اللازمة للسير في كتابة بحوث منتجة، نرى من الضروري اتباع طريقة تساعد كتاب البحوث في كتاباتهم، وهي طريقة علمية متبعة في كتابة البحوث، لذا نعرض على الاخوة تفصيل ذلك للاستفادة من هذا المنهج، واليكم بيان آلية تلك الطريقة:
وقبل ذلك لابد من بيان المشاكل التي يقع فيها الباحث والتي تؤدي الى ضعف البحث وعدم انسجامه وركته وعدم تنسيق ابحاثه، وغيرها من المشاكل التي تجعل من البحث غير قابل حتى للإصلاح:
المشاكل التي يقع فيها الكاتب:
- عنوان البحث لا يتناسب مع المضمون.
- المقدمة ليس فيها دلالة مبسطة عن البحث.
- الفصول والمباحث من جهة عنوانها او مضمونها لا يتناسب كونها هيكلية صحيحة لاسيما في تقديم ما من شأنه التأخير وبالعكس.
- يقوم الباحث بتعريف ما لا يحتاج الى تعريفه، ويترك الكلمات التي لابد من تعريفها.
- كثير ما يقع الباحث في عدم وحدة الموضوع، ويركز بحثه على القضايا الفرعية في البحث.
- عدم الالتفات الى الدراسات والبحوث السابقة المشابهة لموضوع البحث يؤدي الى تكرار المطالب بالنص والاقتباسات غير العلمية.
- كثير ما يقع الباحث في التوجه الى مصادر بعيدة عن اصل الموضوع مما يؤدي الى الضعف العام في تقديم الأدلة او الاقوال في المسألة، او يأتي بأقوال هي في نفسها تحتاج الى دليل او اثبات.
وعلى ما تقدم فان التزام الباحث بالشروط الاتية تؤدي الى عدم الوقوع في المحاذير السابقة، مضافا الى قيام الباحث بدراسة موضوع البحث دراسة موضوعية تجعل من البحث بحثا علميا مقبولا.
شروط كتابة البحث: يقدم الباحث
أولا: هيكلية البحث التي تتضمن:
- عنوان البحث.
- مقدمة مبسطة.
- بيان: الفصول، او المباحث، او العناوين الفرعية.
ثانيا: مسائل يحتاجها الباحث بشكل أساسي في بحثه
- الكلمات المفتاحية: وهي الكلمات الأساسية في البحث والتي تحتاج الى تعريف.
- السؤال الأساسي: وهو السؤال الذي يدور حوله البحث، والجواب عليه.
- الأسئلة الفرعية: وهي الأسئلة المقترحة التي تقع ضمن طيات البحث وفروعه، والاجابة عليها.
- الدراسات السابقة: وهي كل مؤلف من بحث او مقال او دراسة سابقة لها علاقة بموضوع البحث المراد البحث فيه.
- المصادر والمراجع: وهي الكتب والبحوث والدراسات السابقة الاساسية التي يحتاجه الباحث.
بعد تقديم هذه الهيكلية على اللجنة العلمية تقوم اللجنة بالموافقة على كتابة البحث مع الإصلاحات اللازمة ان وجدت وترجع للباحث لإكمال بحثه.
كما اننا عمدنا الى تقديم مجموعة من الأمثلة والنماذج المتنوعة للاستفادة منها في تطبيق هذا المنهج في كتابة البحوث، وما يلي:
المثال الأول:
هيكلية البحث:
- عنوان البحث: نظرية ارث الحق في الفقه الإسلامي.
- المقدمة: يتلخص موضوع الرسالة في بحث مسألة فقهية ابتلائية، وهي من مسائل الإرث اذ نبحث فيها ارث الحق، مع مقارنة الموضوع بين آراء فقهاء المذاهب الإسلامية، وبهذا يتضح ان الرسالة تبحث في حل هذه المسالة الأبتلائية الفقهية في منهجية استدلالية، لحل المسألة حل يتوافق مع مبادئ الشريعة.
- الفصول او المباحث: نتناول في طيات البحث خمسة فصول يندرج فيها:
- كليات البحث.
- البحث في نظرية ارث الحق.
- الحقوق التي تورث والحقوق التي لا تورث، من جهتين جهة الحقوق المالية وجهة الحقوق غير المالية، وادلة كل منهما، وكذا الحقوق المستحدثة.
- يقدم الباحث الراي المختار في الحقوق التي تورث والتي لا تورث.
- يعالج البحث مشكلة ابتلائية تحت عنوان المعادلة الرياضية العادلة، وتقع في طريق حل الاشكال الذي يقع بين الورثة في ارث الخيار من جهة اختلافهم في فسخ وعدم فسخ العقد بموجب الخيار، وهي بمثابة رفع الضرر والضرار بين المختلفين في ذلك.
4. الكلمات المفتاحية او الأساسية: الميراث، ميراث الحق، الفقه المقارن، الحقوق المالية، الحقوق غير المالية.
5. السؤال الأساسي في البحث وجوابه:
السؤال: الحقوق الثابتة للميت قبل موته هل تنتقل الى الورثة؟ وما هو راي المذاهب الأخرى؟
الجواب: هناك حقوق للميت قبل موته تثبت لورثته من قبيل بعض الخيارات كخيار المجلس، بخلاف بعض الحقوق التي تسقط بموته كالوكالة، ففي مسألة خيار المجلس فانه ينتقل وعليه الاجماع، اما عند المذاهب الأخرى فان خيار المجلس مختلف فيه.
6. الأسئلة الفرعية:
أ- السؤال: ما هو الأصل في ارث الحق؟ الارث ام عدم الارث؟
الجواب: الأصل في ارث الحق انه يورث لما دلت عليه النصوص.
ب – السؤال: هل حق الورثة في الحق الموروث مجموعي ام انحلالي؟
الجواب: بعض الحقوق يكون الإرث فيها على نحو المجموعي، وبعضه انحلالي.
7. الدراسات السابقة:
- الملكية والحقوق دراسة فقهية تحليلية، محمد باقر الصدر.
- ارث الحقوق في الفقه الإسلامي: العنزي بن عساف بن مقبل (رسالة ماجستير).
- وراثة الحقوق المالية- دراسة فقهية مقارنة، (رسالة ماجستير) الأردن.
8. المصادر:
مستند الشيعة، التذكرة، الغنية، السرائر، جواهر الكلام، مفتاح الكرامة، التنقيح في شرح المكاسب، منهل الغمام في شرح شرائع الإسلام، حاشية المكاسب، موسوعة الفقه الإسلامي المقارن، وغيرها.
المثال الثاني:
هيكلية البحث:
- عنوان البحث: التفسير والتأويل بين تفسيري الكشف والبيان للثعلبي والتبيان للطوسي (دراسة موازنة)
- المقدمة: ان القرآن الكريم هو الدستور الأساسي لتنظيم حياة الناس بصورة عامة وحياة المسلمين بصورة خاصة، فمنذ ظهور الدين الإسلامي اصبح القرآن الكريم هو الفيصل في جميع أمور الناس في البلاد التي تحتكم تحت سقف الإسلام، والآيات تحتاج إلى تفسير لبيان مراد الله تعالى منها، وإن العلماء الذين تصدوا لمهمة التفسير والتأويل قد وضعوا شروط لذلك، فمنهم من عد التفسير هو عين التأويل ومنهم من فرق بينهما وجعل لكل منهما حدود، ومن خلال ما ذكر تتبين أهمية التصدي لبيان المعنى المراد من التفسير والتأويل وتطبيقه عمليا على التفاسير التي تبين معنى الآيات القرآنية تارة بالتفسير وتارة بالتأويل، فطبقنا دراستنا على تفسيرين هما الكشف والبيان للثعلبي والتبيان للطوسي من اجل بيان أوجه التشابه والاختلاف بينهما. تفسير الكشف والبيان للثعلبي الذي عاش في القرنين الرابع والخامس الهجري…………..
أما الشيخ الطوسي مؤلف تفسير التبيان فقد عاش في القرن الرابع والخامس الهجري…………..
فأجد أهمية كبيرة في دراسة التفسيرين ومقارنتهما مع بعضهما والخروج بنتائج جيدة بعونه تعالى. - الفصول او المباحث:
التمهيد
الفصل الأول : الكليات و المبادئ العامه (مفهوم التفسير، مفهوم التأويل).
المبحث الاول: التفسير والتأويل في اللغة والاصطلاح.
المبحث الثاني: التفسير والتأويل في الفكر الغربي، وفي الفكر الإسلامي.
الفصل الثاني: اثر مرجعيات التفسير والتأويل بين الثعلبي والطوسي.
المبحث الأول: اثر المرجعيات الثقافية والاجتماعية والدينية.
المبحث الثاني: اثر المرجعيات النصية (القرآن، السنة).
الفصل الثالث : مفهوم التفسير والتأويل بين الثعلبي والطوسي والأدوات والدلالات التي استعملوها.
المبحث الاول: مفهوم التفسير والتأويل بين الثعلبي والطوسي.
المبحث الثاني: أداوت التفسير والتأويل بين الثعلبي والطوسي.
المبحث الثالث : دلالات التفسير و التأويل بين الثعلبي والطوسي. - الكلمات المفتاحية او الأساسية: التفسير – التأويل – الكشف والبيان – التبيان.
- السؤال الأساسي في البحث وجوابه:
السؤال: ما المقصود بأثر مرجعيات التفسير والتأويل لدى الثعلبي والطوسي؟
الجواب:
يعتبر الثعلبي من المفسرين العربيين البارزين، ويعدونه من أعلام المدرسية الأصولية في تفسير القرآن الكريم، وإن الثعلبي يعتمد على مرجعيات عديده منها:
القرآن الكريم، المرجعية اللغوية، المرجعية الشرعية، المرجعية العقلية والفلسفية، المرجعية الاجتماعية التاريخية.
أما الشيخ الطوسي يتميز تفسيره بالعمق والتفصيل في تحليل الآيات القرآنية وتفسيرها وله مرجعيات عديدة في تفسير القرآن الكريم وتأويله منها:
القرآن الكريم، الأحاديث النبوية، التفاسير السابقة، العقائد والفقه الشيعي، الأسئلة الفرعية.
السؤال الفرعي: ما هو مفهوم التفسير والتأويل عند الثعلبي والطوسي وما هي الأدوات والدلالات التي استخدموها؟
الجواب: مفهوم التفسير والتأويل:
إن تفسير الثعلبي يتميز بالأسلوب العلمي والنقدي في تفسير الآيات وتحليلها، وإن الثعلبي هو من المفسرين الذين يعتمدون على التأويل النقدي والعقلي، والذين يسعون إلى طريقة فهم القرآن من خلال توظيف المنهج العقلي والاستدلال العقلي في التفسير…………
الأدوات: اللغة العربية, النحو والصرف, التفسير اللغوي, البلاغة, العلوم الإسلامية, الاستدلال العقلي
إن تفسير التبيان للشيخ الطوسي يعتبر من أبرز الاعمال التفسيرية في تراثنا الإسلامي، فهو يركز على التأكيد على الأصول العلمية والعقلية ويعتبر من ابرز المفسرين الذين يعطون أهمية لاستخدام المنهج العلمي والعقلي في تفسير القرآن الكريم………………. بعض الأدوات التي استعملها الطوسي: اللغة العربية, النحو؛ الصرف, التفسير اللغوي, العلوم الإسلامية, العقائد والفلسفة, التأويل والتفسير العقلي.
6. الدراسات السابقة:
تنوعت الدراسات التي تناولت التفسير او التأويل او كلاهما معاً من خلال المقارنة بينهما، وإن هذه الدراسة لمحاولة لمعرفة الظروف التي اثرت في في المفسرين من خلال مرجعياتهم الثقافية والاجتماعية والدينية ومدى اعتمادهم على نصوص القرآن الكريم والحديث الشريف التي أدت إلى هذه النتيجة التي توصلوا إليها في تفاسيرهم من خلال تفسير الآيات وتأويلها.
7. المصادر:
- ابن الجوزي، نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر.
- ابن حزم، الإحكام في أصول الأحكام.
- ابن فارس، مقاييس اللغة.
- ابن منظور، لسان العرب.
- ابوزيد، نصر حامد، إشكاليات القراءة وآليات التأويل.
- الازهري، تهذيب اللغة.
- الباجي، الحدود في الأصول.
- الثعلبي، الكشف والبيان.
- الرباني علي، الهرمنيوطيقا ومنطق فهم الدين.
- الزرقاني، مناهل العرفان.