بعض فتن آخر الزمان

المقدمة:

الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام علىٰ أشرف الأنبياء والمرسلين حبيب إله العالمين محمد وآله الطاهرين.

قال تعالىٰ : ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَىٰ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾ (القصص: ٥).

كثُرَ الحديث حول الإمام المنتظر (عليه السلام) وحول قرب ظهوره الشريف نتيجة للحوادث المتسارعة والعلامات الملفتة للنظر، وذهب الموقتون إلىٰ أنَّ الأحداث التي تجري في عصرنا ما هي إلَّا كونها أدلة مؤكدة علىٰ ذلك، ولا نعلم هل أنَّ هذه الأحداث هي ممهدة فعلاً أم أنَّها أحداث لا دخل لها بزمن الظهور حالها حال الأحداث التي وقعت ومضت.

وإنَّ ما يحدث الآن من حوادث علىٰ الساحة قبيل ظهور الإمام من تغييرات ملموسة وملفتة للانتباه وعلىٰ جميع الأصعدة فإنِّها تشكل مؤشِّر علىٰ ذلك، ولذا فقد زعم البعض أنَّ ما يحصل في سوريا في الوقت الحالي من أحداث هي دلالة علىٰ أنَّ الإمام علىٰ الأبواب وما هي إلَّا أيام قليلة علىٰ انطلاق راية السفياني، وإن قالوا إنَّه موجود ويجهز جيشاً ليبدأ حركته.

ولهذا حاولت أن أُبيِّن بعض الأمور التي ربما ترفع هذا الإيهام، وفيها أيضاً ردّ علىٰ الموقتين الذين يوقِّتون لظهور الإمام من خلال ما يلي:

المبحث الأول: تمهيد وفيه:

أ – وجوب معرفة الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه الشريف).

ب – التعريف بالإمام (عليه السلام).

ج – عدم جواز التوقيت وتعيين وقت لظهوره (عليه السلام).

المبحث الثاني:

المطلب الأول: أولاً: الروايات التي تشير إلىٰ عصر الظهور:

ثانياً: الأحداث التي تكون قبيل الظهور.

ثالثاً: فتنة الشام وتوهّم الارتباط بعصر الظهور، وفيها:

الأول: معنىٰ الفتنة.

الثاني: فتنة الشام والسفياني.

الثالث: هل فتنة الشام علامة علىٰ قرب الظهور؟

المطلب الثاني: أولاً: التعريف بشخصيات عصر الظهور.

ثانياً: من العلامات الحتمية لظهور الإمام المنتظر (عليه السلام)، خروج السفياني.

ثالثاً: كيف نميز بين الفتن والعلامات؟

رابعاً: ما هو واجب المؤمن في زمن الفتن؟

المبحث الأول: من أهم الواجبات التي تكون علىٰ عاتق المكلّف في زمن الغيبة الكبرىٰ تجاه نفسه ودينه هو معرفة إمام زمانه من خلال الآتي:

١ – وجوب معرفة الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه الشريف)، لابد من معرفة الإمام معرفة دقيقة وصحيحة، فقد ورد بأنَّه خرج الحسين بن عليّ (عليهما السلام) علىٰ أصحابه، فقال: «أيُّها النّاسُ! إِنَّ الله (جلَّ ذِكْرُهُ) ما خَلَقَ الْعِباد إِلَّا لِيَعْرِفُوهُ، فَإِذا عَرَفُوهُ عَبَدُوهُ، فَإذا عَبَدُوهُ اِسْتَغْنَوا بِعِبادَتِهِ عَنْ عِبادَةِ ما سِواهُ»، فقال له رجل: يا بن رسول الله! بأبي أنت وأُمّي، فما معرفة الله؟ قال: «مَعْرِفَةُ أَهْلِ كُلِّ زَمان إِمامَهُمُ الَّذي يَجِبُ عَلَيْهِمْ طاعَتُهُ»(1)، الإمام (عليه السلام) إنَّما فسّر معرفة الله بمعرفة الإمام لبيان أنَّ معرفة الله لا يحصل إلَّا من جهة الإمام، أو لاشتراط الانتفاع بمعرفته تعالىٰ بمعرفته (عليه السلام).

وفي رواية أخرىٰ أكَّدت علىٰ وجوب معرفة الإمام (عليه السلام) والإيمان به، وهذا لا يتم إلَّا من خلال الإيمان بالله ورسوله، وهي: عن زرارة، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): أخبرني عن معرفة الإمام منكم واجبة علىٰ جميع الخلق؟ فقال: «إنَّ الله (عزَّ وجلَّ) بعث محمداً (صلىٰ الله عليه وآله) إلىٰ الناس أجمعين رسولاً وحجة لله علىٰ جميع خلقه في أرضه، فمن آمن بالله وبمحمد رسول الله واتَّبعه وصدَّقه، فإن معرفة الإمام منّا واجبة عليه، ومن لم يؤمن بالله وبرسوله ولم يتبعه ولم يصدقه ويعرف حقهما، فكيف يجب عليه معرفة الإمام وهو لا يؤمن بالله ورسوله ويعرف حقهما»؟ قال: قلت: فما تقول فيمن يؤمن بالله ورسوله ويصدق رسوله في جميع ما أنزل الله، يجب علىٰ أولئك حق معرفتكم؟ قال: «نعم، أليس هؤلاء يعرفون فلاناً وفلاناً»، قلت: بلىٰ ، قال: «أترىٰ أنَّ الله هو الذي أوقع في قلوبهم معرفة هؤلاء؟ والله ما أوقع ذلك في قلوبهم إلَّا الشيطان، لا والله ما ألهم المؤمنين حقَّنا إلَّا الله (عزَّ وجلَّ)»(2).

ب – التعريف بالإمام (عليه السلام):

الإمام المهدي هو: محمد بن الحسن العسكري ابن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسىٰ الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي السجاد بن الحسين الشهيد بن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (عليهم السلام)، ولد في ليلة النصف من شعبان سنة ٢٥٥ للهجرة.

ج – عدم جواز التوقيت وتعيين وقت لظهوره (عليه السلام): من خلال ما قرأناه من بعض المصادر والأخبار نجد أنَّ مسألة ظهور الإمام (عجَّل الله فرجه الشريف) ليس من خلال تحقق بعض العلامات التي ذكرت في المصادر وعلىٰ ضوئها يمكن توقيت الظهور، وهذا لا يمكن الالتزام به للنهي الوارد عن التوقيت، وأنَّ المسألة تتعلَّق بالحكمة الإلهية التي اقتضت أن يكون وقت الظهور مجهولاً ومكتوماً عن الناس، كخفاء الأمور الأخرىٰ ، مثل ليلة القدر، أو وقت الموت.

وإنَّ العلة في النهي عن توقيت أو تحديد أو تعيين يوم الظهور يرتبط بالحكمة الإلهية وبالأسرار الكثيرة التي تكتنف سيرته وحياته (عجَّل الله فرجه الشريف) كقضية الغيبة مثلاً، لذا فالسر الأساس في عدم التوقيت في تقديرنا يرتبط بشؤون علم الغيب، لهذا سنحاول أن نستشف الحكمة من إخفاء وقت ظهوره والعلَّة من عدم التوقيت من خلال ما يأتي:

أولاً: تحديد وقت الظهور منهي عنه لروايات عديدة وأخبار كثيرة صريحة في ذلك من خلال الاطِّلاع علىٰ الروايات الشريفة نجد أنَّها نهت عن التوقيت أو تحديد وقت معين لظهور الإمام (عجَّل الله فرجه الشريف)، لأنَّ ذلك سر من أسرار الله سبحانه وتعالىٰ ، فقد جاء في التوقيع الصادر عن الإمام المهدي (عليه السلام) بواسطة النائب الثاني محمد بن عثمان العمري: «وأمّا ظهور الفرج فإنَّه إلىٰ الله تعالىٰ ذكره وكذب الوقّاتون»(3)، وجاء أيضاً في توقيع الناحية المقدسة بواسطة النائب الرابع علي بن محمد السمريَّ: «… فقد وقعت الغيبة الثانية فلا ظهور إلَّا بعد إذن الله تعالىٰ »، وهناك أخبار عديدة عن النبي وأهل بيته (عليهم السلام) تكذب وتؤكد علىٰ تكذيب كل من يوقت للظهور، وتنفي أن يكون أحد المعصومين (عليهم السلام) قد أخبر عن ذلك، فليس هناك توقيت لظهور الإمام أبداً، بل إنَّ الأئمة الأطهار (عليهم السلام) كذَّبوا كلّ من يقول بذلك، منها:

١ – عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن القائم فقال: «كذب الوقّاتون، إنّا أهل بيت لا نوقِّت، ثم قال: أبىٰ الله إلَّا أن يخالف وقت الموقِّتين»(4).

٢ – عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «من وقَّت لك من الناس شيئاً فلا تهابنَّ أن تكذِّبه، فلسنا نوقِّت لأحدٍ وقتاً»(5)، إذاً المستفاد من الأخبار والأحاديث بعدم جواز التوقيت، النهي الصادر من الأئمة (عليهم السلام).

فإنَّ وقت ظهوره (عليه السلام) خاصة الإرادة الإلهية وانتظار الإذن منه (عزَّ وجلَّ) كما ذكر أعلاه.

ثانياً: تحديد وقت الظهور يتعارض مع فلسفة الانتظار، ويؤدّي إلىٰ يأس وقنوط الأُمَّة:

إنَّ الله سبحانه وتعالىٰ قد أخفىٰ الظهور لأهداف نفسية وروحية عظيمة حتَّىٰ يكون المؤمن منتظراً في كل وقت لكي يعيش الأمل في رؤية إمامه ولا يفقد روح الانتظار لو حدّد في وقت معيَّن، ولكي لا يفقد حالة الارتباط المعنوي والوجداني ولا يعيش حالة الياس والإحباط والتحلل التدريجي في عقيدة التوحيد كما حصل في الأُمم السابقة، فلا تجد من يتحمَّس للقضية المهدوية ولا من يرتبط بها ارتباطاً وثيقاً، لذا نجد أنَّ أهل البيت (عليهم السلام) امتنعوا عن التوقيت؛ لأنَّه بعلمهم اللدني وما وهبهم الله سبحانه وتعالىٰ من حكمة ومعرفة.

فإنَّهم لو أطلعوا شيعتهم علىٰ وقت ظهور الإمام المهدي (عليه السلام)، وبالتأكيد سيكون بعد قرون عديدة كما نحن متأكدون منه الآن وليس في زمان قريب من وقت إخبارهم بالوقت المعلوم، فهذا لن يكون في صالح الأمَّة والموالين، وسيصاب المؤمنون بيأس من ظهور صاحب الزمان (عليه السلام)، وربما أدَّىٰ ذلك إلىٰ فتنة كبيرة تصيب الأُمة الإسلامية.

فقد روي عن علي بن يقطين، قال: روىٰ علي بن يقطين، قال: قال لي أبو الحسن موسىٰ بن جعفر (عليه السلام): «يا علي، الشيعة تربىٰ بالأماني… لو قيل لنا إنَّ هذا الأمر لا يكون إلَّا إلىٰ مائتي سنة وثلاثمائة سنة ليئست القلوب وقست ورجعت عامة الناس عن الإيمان بالإسلام، ولكن قالوا ما أسرعه وأقربه، تآلفاً لقلوب الناس وتقريباً للفرج»(6)، لهذا فإنَّ من أهم مقوِّمات انتظار الفرج هو عدم التوقيت لأنَّ التوقيت خطأ كبير يقع فيه من لا يعني فلسفة الانتظار تلك الفلسفة التي تجعل المؤمن في حالة الانتظار المستمر والترقب لإمامه (عليه السلام).

ثالثاً: تحديد وقت الظهور يؤدِّي إلىٰ فشل حركة الإمام المنتظر (عليه السلام) في بداية ظهورها:

ذكرنا فيما مضىٰ أنَّ الحكمة الإلهية هي التي اقتضت أن يكون ظهوره (عليه السلام) مفاجئاً من أجل أن يكون يوم الفتح ناجحاً، فلو كان وقت ظهوره محدّد بيوم معيَّن لأدَّىٰ ذلك إلىٰ استعداد الأعداء وتهيُّؤهم للانقضاض علىٰ الثورة وإفشالها والقضاء علىٰ قادتها، وبهذا تكون الدولة التي وعد الله بها وأنَّها حكومة العدل الإلهي لا وجود لها من الأساس.

رابعاً: تحديد وقت الظهور يتنافىٰ مع تجارب الأُمم السابقة:

ذكرنا سابقاً أنَّ الأحاديث نهت عن التوقيت أو تحديد ظهوره، ولكن إلىٰ جانب ذلك جعلت علامات من خلالها معرفة موعد البشارات ومراقبة الأحداث والمتغيِّرات والظواهر والأحداث الكونية نستشف من خلالها احتمالية قرب الظهور، فالروايات الصادرة عن أهل بيت النبوة (عليهم السلام) تحدَّثت عن زمن الظهور وسمَّت علامات متعارف عليها بعلامات الظهور (منها المحتوم ومنها العادي)، ولكن من غير تحديد لتاريخ أو سُنة معيَّنة، كحصول الصيحة في شهر رمضان (مثلاً)، فهذا المعنىٰ من الاحتمالية ليس منهي عنه، بل ورد في الروايات بهذا الصدد منها:

١ – عن أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) قال: «يقوم القائم (عليه السلام) في وتر من السنين: تسع، واحدة، ثلاث، خمس…»(7)، ويوم ظهور وبيعة الإمام القائم المهدي المنتظر (عجَّل الله فرجه) يوم السبت العاشر من شهر المحرم، إذاً يمكننا تحديد توقع ظهوره في كل سنة هجرية زوجية قادمة يصادف فيها هذا اليوم.

٢ – قال أبو جعفر محمد بن علي (عليهما السلام): «كأنِّي بالقائم يوم عاشوراء يوم السبت قائماً بين الركن والمقام، بين يديه جبرئيل ينادي: البيعة لله، فيملؤها عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً»(8).

٣ – وعن جعفر الصادق (عليه السلام): «ينادىٰ باسم القائم (عليه السلام) في ليلة ثلاث وعشرين ويقوم في يوم عاشوراء، وهو اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي (عليهما السلام)، لكأنّي (به) في يوم السبت العاشر من المحرم قائماً بين الركن والمقام، جبرئيل (عليه السلام) عن يمينه ينادي البيعة لله، فتصير إليه شيعته من أطراف الأرض تطوىٰ لهم طياً حتَّىٰ يبايعوه، فيملؤ الله به الأرض عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً»(9).

إلىٰ غيرها من الروايات التي تشير إلىٰ أنَّه هناك اختلاف السنة بين خروجه (عليه السلام) وبيعته وبين علامات ما قبل الظهور من وتر أو زوج.

المبحث الثاني:

المطلب الأول:

أولاً: الروايات التي تشير إلىٰ عصر الظهور:

من أحاديث آخر الزمان عن أهل البيت (عليهم السلام): ما ورد من أحاديث علىٰ لسان أهل البيت (عليهم السلام) يتحدَّثون فيها عن آخر الزمان، وكيف سيكون الناس وأحوالهم، سأذكر مجموعة منها علىٰ سبيل الاختصار كما وردت في الكتب الروائية، منها:

١ – ورد عن رسول الله (صلىٰ الله عليه وآله): «سيأتي علىٰ أُمَّتي زمان لا يبقىٰ من القرآن إلَّا رسمه، ولا من الإسلام إلَّا اسمه، يسمّون به وهم أبعد الناس منه، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدىٰ ، فقهاء ذلك الزمان شرّ فقهاء تحت ظل السماء، منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود»(10).

٢ – ورد عن رسول الله (صلىٰ الله عليه وآله): «يأتي علىٰ أُمَّتي زمان تخبث فيه سرائرهم، وتحسن فيه علانيتهم طمعاً في الدنيا، لا يريدون به ما عند الله ربّهم، يكون دينهم رياء، لا يخالطهم خوف، يعمهم الله منه بعقاب فيدعونه دعاء الغريق فلا يستجيب لهم»!(11).

٣ – ورد عن رسول الله (صلىٰ الله عليه وآله): «يا بن مسعود، سيأتي من بعدي أقوام يأكلون طيب الطعام وألوانها، ويركبون الدواب، ويتزيَّنون بزينة المرأة لزوجها، ويتبرَّجون تبرُّج النساء، وزيّهن مثل زيِّ الملوك الجبابرة، وهم منافقوا هذه الأُمَّة في آخر الزمان، محاريبهم نساؤهم، وشرفهم الدراهم والدنانير»(12).

٤ – ورد عن رسول الله (صلىٰ الله عليه وآله): «يأتي زمان علىٰ أُمَّتي أمراؤهم يكونون علىٰ الجور، وعلماؤهم علىٰ الطمع، وعبادهم علىٰ الرياء، وتجارهم علىٰ أكل الربا، ونساؤهم علىٰ زينة الدنيا، وغلمانهم في التزويج، فعند ذلك كساد أُمَّتي ككساد الأسواق»(13).

٥ – ورد عن رسول الله (صلىٰ الله عليه وآله): «يأتي علىٰ الناس زمانٌ الصابر علىٰ دينه مثل القابض علىٰ الجمرة بكفِّه، يقول لذلك الزمان إن كان في ذلك الزمان ذئباً وإلَّا أكلته الذئب»(14).

6 – ورد عن رسول الله (صلىٰ الله عليه وآله): سيأتي زمان علىٰ أُمَّتي يفرون من العلماء كما يفر الغنم عن الذئب، ابتلاهم الله تعالىٰ بثلاثة أشياء: الأول: يرفع البركة من أموالهم، والثاني: سلَّط الله عليهم سلطاناً جائراً، والثالث: يخرجون من الدنيا بلا إيمان»(15).

ثانياً: الأحداث التي تكون قبيل الظهور:

هنالك بعض الأحاديث ذكرت وقوع حدثين قبل حركة ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) بنحو ستة أشهر يكونان بمثابة الإشارة الإلهية له بأن يبدأ الإعداد للظهور.

الحدث الأول: حصول انقلاب في بلاد الشام بقيادة عثمان بن عنبسة السفياني، وهو من الموالين لأعداء الأُمة من اليهود والغربيين، وتعتبر خطوة مهمة في ضبط المنطقة المحيطة بفلسطين بيد زعماء موالون لهم، يمنعون العمليات العسكرية ضدهم من المجاهدون في البلاد العربية والإسلامية.

والذين يعرفون أحاديث السفياني، وأنَّ أمره موعود علىٰ لسان رسول الله (صلىٰ الله عليه وآله) فيقولون: صدق الله ورسوله ﴿سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً﴾ (الشعراء: ٤)، فيعتبرونه مقدمة لظهور المهدي الموعود، ويستعدون لنصرته (عليه السلام).

الحدث الثاني: النداء من السماء باسم القائم بحيث يسمعه الجميع كلٌّ بلغته، فلا يبقىٰ نائم إلَّا استيقظ، ولا قائم إلَّا جلس، ولا قاعد إلَّا نهض فزعاً من ذلك الصوت، فيخرج الناس من بيوتهم ويضجّون ويبقون في حيرة وتردد وبعد ما ينتشر الخبر علىٰ وسائل الإعلام، فتتساءل الناس من المهدي؟ وأين هو؟ وبعد ما يعرفوا أنَّه الإمام المنتظر من أهل بيت النبي الأكرم (صلّىٰ الله عليه وآله وسلم) الذي حدَّدته الروايات بأنَّه سيظهر في الحجاز.

فيبدأ البعض بالتشكيك في النداء والتخطيط لضرب هذا المد الإسلامي الجديد ومحاولة قتل الإمام المهدي (عليه السلام)، لكن المؤمنون بالغيب الذين سمعوا بأحاديث هذا النداء وأنَّه الحق الموعود، وأنَّ هذا النداء يدعو الناس إلىٰ اتِّباع الإمام المهدي (عليه السلام) ويسميه باسمه واسم أبيه، فإنَّهم سيتبعونه، وهذه الأحاديث كثيرة في مصادر الشيعة والسُنة، ولا يبعد بلوغها حد التواتر المعنوي، فمنها:

١ – ما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «إنَّه ينادي باسم صاحب هذا الأمر مناد من السماء: الأمر لفلان بن فلان، ففيمَ القتال»(16).

٢ – وعنه (عليه السلام) قال: «هما صيحتان: صيحة في أول الليل، وصيحة في آخر الليلة الثانية»، قال هشام بن سالم: فقلت: كيف ذلك؟ قال: «واحدة من السماء، وواحدة من إبليس»، فقلت: كيف تعرف هذه من هذه؟ قال: «يعرفها من كان سمع بها قبل أن تكون»(17).

٣ – عن محمد بن مسلم، قال: (ينادي مناد من السماء باسم القائم فيسمع ما بين المشرق والمغرب، فلا يبقىٰ راقد إلَّا قام، ولا قائم إلَّا قعد، ولا قاعد إلَّا قام علىٰ رجليه من ذلك الصوت، وهو صوت جبرئيل الروح الأمين)(18).

٤ – عن عبد الله بن سنان، قال: كنت عند أبي عبد الله (الإمام الصادق (عليه السلام))، فسمعت رجلاً من همدان يقول له: إنَّ هؤلاء العامة يعيروننا ويقولون لنا: إنَّكم تزعمون أنَّ منادياً ينادي من السماء باسم صاحب هذا الأمر! وكان متَّكئاً فغضب وجلس، ثم قال: «لا تروه عنّي، واروه عن أبي ولا حرج عليكم في ذلك، أشهد أنّي سمعت أبي (عليه السلام) يقول: والله إنَّ ذلك في كتاب الله (عزَّ وجلَّ) بيِّن، حيث يقول: ﴿إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ﴾»(19).

ثالثاً: فتنة الشام وتوهُّم الارتباط بعصر الظهور، فتنة الشام وظهور الإمام المنتظر (عجَّل الله فرجه) من المواضيع التي حازت اهتماماً كبيراً وواسعاً، وذلك من خلال الروايات الإسلامية وخصوصاً ما ورد في التراث الشيعي، وهذا الموضوع الذي بين أيدينا يتقاطع مع علم آخر الزمان والعلامات التي تسبق الظهور، وسأعرضه لكم بإيجاز علمي وموثق:

الأول: معنىٰ فتنة الشام:

فتنة الشام كما وردت في الروايات تُشير إلىٰ حالة الاضطرابات الكبيرة والانقسامات السياسية والحروب التي تقع في منطقة الشام (سوريا وما حولها) وهذه تُعد من العلامات غير الحتمية للظهور، لكنها مقترنة بزمن قريب من ظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه)، قال الإمام علي (عليه السلام): «فإذا اختلف الرمحان بالشام لم تنجل إلَّا عن آية من آيات الله (عزَّ وجلَّ)»(20).

والمقصود بـ(الرمحان) هما قوتان متصارعتان والاختلاف بالشام له مصاديق متعددة، منها ما وقع في الحروب الداخلية الحديثة في سوريا، وقد تُفسر تلك بظهور انقسامات شديدة في المنطقة.

الثاني: فتنة الشام و(السفياني):

السفياني هو أحد أشهر الشخصيات المرتبطة بفتنة الشام وقد وردت بشأن خروجه روايات عديدة، منها: ما ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام): «إنَّ السفياني من المحتوم وخروجه في رجب…»(21).

وسيكون خروجه من وادٍ يقال له: (الوادي اليابس) قرب دمشق، بحيث يقوم السفياني بأعمال عدوانية تشمل السيطرة علىٰ مناطق واسعة وقتل الأبرياء ومحاربة أهل البيت (عليهم السلام)، وسأذكر المزيد عن السفياني من خلال التعريف بشخصيات عصر الظهور في المحور الثالث.

الثالث: هل فتنة الشام علامة علىٰ قرب الظهور؟

يظهر من الروايات أنَّ فتنة الشام تُعد من العلامات التي تقع قبل الظهور، ويفهم منها أنَّها مقدمة لخروج السفياني ومن بعده تبدأ العلامات الحتمية، مثل:

١ – الصيحة في السماء.

٢ – خروج السفياني.

٣ – قتل النفس الزكية.

٤ – الخسف في البيداء.

٥ – ظهور القائم (عجَّل الله فرجه).

قال الإمام الصادق (عليه السلام):

«خمسٌ قبل قيام القائم: اليماني والسفياني، والمنادي ينادي من السماء، وخسف في البيداء، وقتل النفس الزكية»(22).

المطلب الثاني:

أولاً: التعريف بشخصيات عصر الظهور:

١ – الدجّال لغة من الدَجَل بمعنىٰ التغطية والطلي والتمويه وَسُمِّي الدَّجَّال بذلك لسحره وكذبه، ومنه اشتُقَ اسم نهر الدِجلَة حيث إنَّها غَطَّت الأرض بمائها حين فاضت(23).

وأمَّا في العبرية فتأتي المفردة في كتابات اليهود بمعنىٰ (عدوّ الله) حيث إنَّها تتشكَّل من جزأين: (دَج) بمعنىٰ الضدّ والعدوّ، و(إل أو إيل) بمعنىٰ الله كإسرائيل لقب يعقوب(24).

من هو الأعور الدجال؟

المسيح الدجال أو الدجال الأعور هو لقب لرجل من بني آدم، يعطيه الله معجزات وقدرات اختباراً منه وفتنة للبشر، يُعَدُّ ظهوره من علامات الساعة الكبرىٰ عند المسلمين، والمقصود بالدجال: الكذَّاب من الدَّجَل والتغطية، المسيح الدجالُ شخصٌ يظهر ويخرج آخرَ الزمان أعطاه الله قدرات كي يختبر الناس.

أمَّا اسمه: صافي، وقيل عبد الله بن صياد أو صائد، كان من يهود المدينة، وقيل من الأنصار، وقيل إنه أسلم. وكان ابن صياد دجّالاً، ويتكهن أحياناً فيصدق ويكذب، فانتشر خبره بين الناس، وشاع أنَّه الدجال. ويكون في آخر الزمان وهو من بني آدم ويتكلم باللغة العربية علىٰ ظاهر الأحاديث الواردة في حقه أنَّه يتكلَّم بالعربية، ومعه خوارق تفتن الناس معه نهر يزعم أنه نار ومعه نهر آخر يزعم أنَّه جنة، ويجرىٰ علىٰ أيديه خوارق كثيرة ابتلاء وامتحان، فالدجال حقيقة واقعة، يكون في آخر الزمان، وليس زمانه بالبعيد، والله أعلم، فينبغي الحذر من فتنته، وقد شرَّع الله لنا أن نتعوَّذ بالله من فتنته في آخر كل صلاةٍ من فتنة المسيح الدجال، وهو يكون في آخر الزمان، وقد حرَّم الله عليه المدينة ومكة، ولكنه يعيثُ في الأرض فساداً، ويطأ الأرضَ، ويحمي الله منه مَن يشاء من عباده (جلَّ وعلا)، ويمكننا إجمال ما سبق من وصف الدجال بأنَّه رجل قصير، عظيم الجسم، عظيم الرأس، كلتا عينيه معيبة فاليمنىٰ عوراء كأنَّها عنبة طافية، واليسرىٰ عليها جلدة، وهو ذو شعر جعد كثيف، أبيض البشرة، بعيد ما بين الساقين أو الفخذين، مكتوب بين عينيه كافر.

وروىٰ الصدوق بإسنادِه عَن محمّدٍ بنِ مروان، عَن أبي عبدِ اللهِ الصادق، عن أبيه، عَن آبائِه (عليهم السلام)، قالَ: «قالَ رسولُ الله (صلّىٰ الله عليه وآله): مَن أبغضَنا أهلَ البيتِ بعثَهُ الله يومَ القيامةِ يهوديّاً، قيلَ: يا رسولَ اللهِ، وإن شهدَ الشهادتين؟ قالَ: نعم، فإنَّما احتجزَ بهاتينِ الكلمتينِ عَن سفكِ دمِه، أو يؤدّي الجزيةَ عَن يدٍ وهوَ صاغرٌ، ثمّ قالَ: مَن أبغضَنا أهلَ البيتِ بعثَه اللهُ يهوديّاً، قيلَ: فكيفَ يا رسولَ اللهِ؟ قالَ: إن أدركَ الدجالَ آمنَ به»(25).

٢ – من هو الأصهب؟

الأصهب: في اللغة هو ذو اللون الأصفر الضارب إلىٰ شيءٍ من الحمرة والبياض، وتتحدَّث الروايات عن شخصيتين بهذا الوصف، الأصهب الأول يظهر من مناطق ربيعة شرق الجزيرة العراقية – السورية (ويبدو هو عوف السلمي من تكريت).

يغلب علىٰ مناوئه ويسيطر علىٰ الشام عدا القلب – دمشق الأصهب الثاني يخرج من قسرين في غرب الجزيرة السورية يظهر بعد انفراط الرايات السود الثانية بعد شهر صفر في سنة الظهور ويقاتل الجرهمي من حمص الشام، والمنصور اليماني القحطاني من اليمن، والأبقع من مصر والسفياني الأخير ويحارب الروم في حلب.

قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام): «يا جابر، الزم الأرض ولا تحرك يداً ولا رجلاً حتَّىٰ ترىٰ علامات أذكرها لك إن أدركتها: أوَّلها: اختلاف بني العباس، وما أراك تدرك ذلك، ولكن حدِّث به من بعدي عني، ومنادٍ ينادي من السماء، ويجيئكم صوت من ناحية دمشق بالفتح، وتخسف قرية من قرىٰ الشام تسمَّىٰ الجابية، وتسقط طائفة من مسجد دمشق الأيمن، ومارقة تمرق من ناحية الترك، ويعقبها هرج الروم، وسيقبل إخوان الترك حتَّىٰ ينزلوا الجزيرة، وسيقبل مارقة الروم حتَّىٰ ينزلوا الرملة، فتلك السنة – يا جابر – فيها اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب، فأوَّل أرض تخرب أرض الشام ثم يختلفون عند ذلك علىٰ ثلاث رايات: راية الأصهب، وراية الأبقع، وراية السفياني»(26).

٣ – من هو الأبقع في آخر الزمان؟

الأبقع: صفة للذي يكون في جَسَده بُقَعٌ متفرِّقة مخالفةٌ للونه أو يكون ابن أعراق مختلفة.

أي يمكن أن يكون مبقع الوجه أو أحد أبويه من جنسية أو ديانة أو عرق آخر.

أو الأبقع: بمعنىٰ الأبرص، ويبدو أن هذا الزعيم الأبقع أي المبقع الوجه، أسبق في رئاسة بلاد الشام من منافسه الأصهب أي الأصفر الوجه، لأن الأحاديث تذكر أنَّ ثورة الأصهب تكون من خارج العاصمة أو المركز، وأنَّه يفشل في السيطرة عليها. فقد يكون الأبقع صاحب السلطة الأصلي، أو يكون صاحب ثورة تنجح إلىٰ حدٍّ ما، فينافسه الأصهب ويثور عليه من خارج العاصمة، فلا يستطيع أحدهما أن يحقق نصراً حاسماً علىٰ الآخر، فيستغل السفياني هذه الفرصة ويقوم بثورته من خارج العاصمة أيضاً فيكتسحهما معاً.

ومن المحتمل أن يكون الأصهب غير مسلم، لأن بعض الأحاديث وصفته بالعلج، وهو وصف للكفار عادة، كما يبدو المرواني الذي ورد ذكره في مصادر الدرجة الأولىٰ ، مثل غيبة النعماني، هو الأبقع نفسه، وليس زعيماً منافساً للسفياني. أمّا الاتِّجاه السياسي للأبقع والأصهب فيظهر من أحاديث أنَّهما معاديان للإسلام، ومواليان لأعدائه من القوىٰ الكافرة. وقد يفهم من الحديث التالي أنَّ الأصهب موال للروس (الترك) «فإذا قام العلج الأصهب، وعسر عليه القلب [أي المركز أو العاصمة] لم يلبث حتَّىٰ يقتل الملك للترك»(27).

وإذا صحَّت الرواية فتكون فترة قصيرة يغلب فيها النفوذ الروسي بسبب ضعف الأبقع الموالي للغرب، وعندها يخطط الغربيون واليهود لثورة حليفهم السفياني لإعادة سيطرتهم علىٰ البلاد.

٤ – السفياني:

بدايةً تنبغي الإشارةُ إلىٰ أنَّ أصلَ خروجِ السفياني منَ العلاماتِ الحتميّةِ التي لابدّ مِن تحقّقِها قبلَ قيامِ الإمامِ المهدي (عجّلَ اللهُ فرجَه)، وقد جاءَت في ذلكَ جملةٌ منَ الروايات، منها: ما رواهُ الشيخُ الكلينيّ في الكافي بإسنادٍ صحيحٍ عن عُمرَ بنِ حنظلة، قالَ: سمعتُ أبا عبدِ الله (عليهِ السلام) يقولُ: «خمسُ علاماتٍ قبلَ قيامِ القائم: الصيحةُ، والسفياني، والخسفُ، وقتلُ النفسِ الزكية، واليماني»(28).

وجاءَ في بعضِ الرواياتِ تشخيصُ سماتِ السفياني الجسميّة وصفاتِه البدنيّة، ككونِه رجلاً ربعةً، وحشَ الوجهِ، ضخمَ الهامةِ، بوجهِه أثرُ جدري إذا رأيتَه حسبتَه أعور وخروجِه منَ الوادي اليابسِ واستيلائِه علىٰ الكورِ الخمس.

ووردت أسماء مختلفة للسفياني في مصادر الفريقين، كما ورد اسمه في روايات عديدة عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) باسم عنبسة بن مرة(29) وحرب بن عنبسة(30) وعثمان بن عنبسة(31)، واَّتفقت كلمة الباحثين علىٰ أنَّ تسميته بالسفياني تعود إلىٰ انتسابه إلىٰ أبي سفيان، واتَّصف بعدائه لله والنبي الأكرم (صلىٰ الله عليه وآله)، كما اتَّفق الفريقين السُنَّة والشيعة علىٰ وصفه، منها: أنَّ السفياني متعطِّش للدماء، وقاتل، ولا يرحم(32)، وبحسب رواية الإمام الصادق (عليه السلام) في بحار الأنوار فإنَّ السفياني هو عدو الشيعة، ومناديه في الكوفة ينادي أن من قطع رأس شيعي فله ألف درهم(33).

– ووصفه الإمام الباقر (عليه السلام) بأنَّ: «السفياني أحمر، أشقر، أزرق، لم يعبد الله قط، ولم ير مكة ولا المدينة قط»(34)، وأنه: «رجل ربعة وحش الوجه ضخم الهامة، بوجهه أثر جدري وبعينه نكتة بيضاء، إذا رأيته حسبته أعور، اسمه عُثْمَانُ وَأَبُوهُ عَنْبَسَة، وهو من ولد أبي سفيان»(35).

تحدِّد الروايات وقت خروجه بأنَّه يكون في شهر رجب، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «ومن المحتوم خروج السفياني في رجب»(36)، وهناك روايات أخرىٰ عن الأئمة المعصومين (عليهم السلام) تُحدِّد موقع خروجه بالدقة، وأنَّ خروجه في يوم الجمعة من شهر رجب في منطقة الوادي اليابس من أرض الشام، حيث روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنَّه قال: «يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس حتَّىٰ يستوي علىٰ منبر دمشق»(37).

كما تُضيف الروايات أيضاً: أنَّ خروج السفياني يقترن مع خروج اليماني والخراساني في عام واحد وشهر واحد ويوم واحد(38)، وأنَّ خروجه يكون بعد فتنة وحرب طاحنة تقع بين المشرق والمغرب، فينقاد له أهل الشام إلَّا طوائف من المقيمين علىٰ الحق، يعصمهم الله من الخروج معه، فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنَّه قال: «السفياني من المحتوم وخروجه… فإذا ملك الكور الخمس ملك تسعة أشهر، ولم يزد عليها يوماً»(39).

ومن أبرز سمات السفياني التي سجَّلتها المصادر الحديثية بغضه لأهل البيت (عليهم السلام)، بل يُستفاد من بعض الروايات أنَّ دوره السياسي يتمثَّل في إثارة وتأجيج الفتنة الطائفية بين المسلمين وإثارة أبناء السُنَّة ضد الشيعة تحت شعار الدفاع عن أهل السُنَّة.

والحال أنَّ ميوله وهواه غربية يهودية، فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنَّه قال: «إنَّا وآل أبي سفيان أهل بيتين تعادَينا في الله، قلنا: صدق الله، وقالوا: كذب الله، قاتل أبو سفيان رسول الله (صلَّىٰ الله عليه وآله وسلم)، وقاتل معاوية بن أبي سفيان علياً بن أبي طالب (عليه السلام)، وقاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي (عليه السلام)، والسفياني يقاتل القائم»(40).

وروي عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنَّه قال: «كأني بالسفياني – أو بصاحب السفياني – قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة، فنادىٰ مناديه: من جاء برأس (من) شيعة علي (عليه السلام) فله ألف درهم، فيثب الجار علىٰ جاره، ويقول هذا منهم، فيضرب عنقه، ويأخذ ألف درهم! أما إنَّ إمارتكم يومئذٍ لا تكون إلَّا لأولاد البغايا»(41).

ثانياً: من العلامات الحتمية لظهور الإمام المنتظر (عليه السلام) خروج السفياني، ففي حديث للإمام أمير المؤمنين عن السفياني(42) أعرب فيه عن جرائمه وموبقاته، وما يقترفه من الظلم والجور، قال (عليه السلام) بعد ما ذكر اسمه: «إنَّه ملعون في السماء، ملعون في الأرض، أشد خلق الله جوراً، وأكثر خلق الله ظلماً».

وذكر (عليه السلام) أموراً، ثم قال: «ثم يخرج إلىٰ الغوطة فما يبرح حتَّىٰ يجتمع الناس إليه، ويلحق بهم أهل الضغائن فيكون في خمسين ألفاً، ثم يبعث إلىٰ كلب، فيأتيهم منه مثل السيل، ويكون في ذلك الوقت رجال البربر يقاتلون رجال الملك من ولد العباس، وهم الترك، والديلم والعجم راياتهم سوداء، وراية البربر صفراء، وراية السفياني حمراء، فيقتتلون ببطن الوادي في الأردن قتالاً شديداً، فيقتل فيما بينهم ستون ألفاً، فيغلب السفياني، وأنَّه ليعدل فيهم حتَّىٰ يقول القائل: ما كان يقال فيه إلَّا كذب، والله إنَّهم لكاذبون، لو يعلمون ما تلقىٰ أُمَّة محمد منه ما قالوا ذلك، فلا يزال يعدل حتَّىٰ يسير ويعبر الفرات، ثم يرجع إلىٰ دمشق، وقد دان له، فيجيش جيشين: جيشاً إلىٰ المدينة وجيشاً إلىٰ المشرق، فأمَّا جيش المشرق فيقتلون بالزوراء سبعين ألفاً، ويبقرون بطون ثلاثمئة امرأة، ويخرج الجيش من الزوراء إلىٰ الكوفة فيقتل بها خلقاً، وأمَّا جيش المدينة بعد أن يفعلوا بالمدينة ما أحبوا يخرجون منها إلىٰ مكة، وإذا توسطوا البيداء صاح بهم صائح وهو جبرائيل، فلا يبقىٰ منهم صالح إلَّا خسف الله تعالىٰ به، ويكون في آخر الجيش رجلان يقال لهما: بشير فيبشرهم والآخر نذير فيرجع إلىٰ السفياني فيخبره بما نال الجيش عند ذلك، وأنَّهما أي البشير والنذير من جهينة. ومدَّة حكم السفياني، وتمرده وظلمه، فهي ثمانية أشهر، ففي هذه المدة القصيرة يشيع الإرهاب، ويقتل الأبرياء، وفي أيامه يخرج أمل المستضعفين، مهدي آل محمد (عليه السلام).

ثالثاً: كيف نميز بين الفتنة والعلامة؟

لا يمكن أن نعتبر أنَّ كل فتنة تحصل في الشام هي المقصودة بالروايات فلا يصح تطبيق مباشر علىٰ الأحداث السياسية الحالية دون وجود قرائن واضحة، فالفتن قد تطول، وقد تتعدد مصاديقها عبر الزمن، أمَّا العلامات الحتمية لها أوصاف دقيقة وزمن محدَّد لا تخطئه الروايات، ويفترض الحذر وعدم الاستعجال أو التأويل في تفسير كل حدث علىٰ أنَّه علامة علىٰ الظهور.

رابعاً: ما هو واجب المؤمن في زمن الفتن:

ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام):

«إذا رأيتم الفتن فعليكم بالتأنّي، فإنَّكم أنتم المقربون اليوم، ولا تزالون كذلك ما سكنتم الأمور»(43).

فالواجب علىٰ المؤمن هو الثبات، والرجوع إلىٰ العلماء، والدعاء بتعجيل الفرج، والعمل الصالح، وتحقيق الاستعداد الروحي والعملي لنصرته.

الخاتمة:

لا يخفىٰ علىٰ المُتلقي أنَّ فتنة الشام من العلامات القريبة من الظهور، ولكنها ليست العلامة الحاسمة، فلابد من التروي في فهم الروايات، وعدم إسقاطها علىٰ الواقع المعاصر بغير تحقيق، وتبقىٰ العلامات الحتمية هي المفاتيح الكبرىٰ لزمن الظهور.

والحمد لله حمداً كما هو أهله وكما يستحقه، وصلَّىٰ الله علىٰ أشرف خلقه محمد المصطفىٰ وآله الطاهرين.

المصادر:

١ – القرآن الكريم.

٢ – كتاب الغيبة للنعماني هو محمّد بن إبراهيم بن جعفر النُعماني وهو من متكلمي ومفسري ومحدثي الشيعة الإمامية في القرن الرابع الهجري المتوفي ٣٦٠ هـ.

٣ – الكافي للكليني: ج١، هو محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي (توفي سنة ٣٢٩ هـ، ٩٤١ م).

٤ – ابن خلدون، مقدمة ابن خلدون، الجزء الأول من كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر، بيروت ١٣٩١ هـ.

٥ – ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الكبرىٰ ، تحقيق محمد عبد القادر عطا، بيروت، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولىٰ ،١٤١٠ هـ.

٦ – أمين، أحمد، المهدي والمهدوية، مصر، دار المعارف، د.ت.

٧ – الشيبي، كامل مصطفىٰ ، التشيع والتصوف، ترجمة علي رضا ذكاوتي قراگزلو، طهران، منشورات أمير كبير، الطبعة الأولىٰ ، ١٣٥٩ش.

٨ – الشهرستاني، الملل والنحل، تحقيق محمد سيد الكيلاني، دار المعرفة، بيروت.

٩ – الشيخ الطوسي، محمد بن حسن، الغيبة للحجة، طهران، تصحيح عبد الله طهراني وعلي أحمد ناصح، قم، دار المعارف الإسلامية، ١٤١١هـ.

١٠ – الشيخ المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد في معرفة حجج الله علىٰ العباد، قم، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، ١٣٧٢ش/١٤١٣هـ.

١١ – الصفري، سيد قاسم وحامد قرائتي، «خاستگاه شناسي متمهديان در ادعاي مهدويت»، پژوهشنامه اماميه، ١٣٩٤ش.

١٢ – فاضل المازندراني، أسد الله، ظهور الحق، مقدمة عادل شفيع پور، د.ت.

١٣ – محمد حسن، سعد، المهدية في الإسلام، مصر، دار الكتب الإسلامية، د.ت.

١٤ – النوبختي، حسن بن موسىٰ ، فرق الشيعة، بيروت، دار الأضواء، ١٤٠٤هـ.

١٥ – شقير، نعوم، تاريخ السودان، تحقيق محمد إبراهيم أبو سلم، بيروت، دار الجيل، ١٩٨١م.

١٦ – نهج البلاغة للإمام أمير المؤمنين لمؤلفه الشريف الرضي أحد علماء الشيعة في القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي).

١٧ – بحار الأنوار للمجلسي هو أَبُوعَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بَاقِرْ بِنُ مُحَمَّدٍ تَقِيِّ بِنُ مَقْصُوْدٍ عَلِيٍّ المَجْلِسِيُّ الأَصْفَهَانِيُّ (٣ رمضان ١٠٣٧ هـ – ٢٧ رمضان ١١١١ هـ): (١٦٢٧ م – ١ سبتمبر ١٦٩٩).

١٨ – معجم أحاديث الإمام المهدي، ج٣ للشيخ الكوراني هو علي محمد قاسم الكوراني الياطري العاملي (٢٢ نوفمبر ١٩٤٤ – ١٩ مايو ٢٠٢٤).

١٩ – الأصفهاني، أبو الفرج، مقاتل الطالبيين، تحقيق كاظم مظفر، المكتبة الحيدرية، النجف، د.ت.

٢٠ – كتاب الملاحم والفتن لابن حماد هو أبو عبد الله نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث الخزاعي المروزي (ت ٢٢٨هـ).

٢١ – بشارة الإسلام في علامات المهدي (عليه السلام) من تأليف مصطفىٰ بن إبراهيم آل السيد حيدر الكاظمي الذي ليس له أي ذكر في كتب التراجم والرجال ما عدا ذكر كتابه هذا.

٢٢ – كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، هو كتاب في الحديث. من تأليف علاء الدين علي المتقي بن حسام الدين الهندي البرهان فوري والمشهور بالمتقي الهندي.

٢٣ – الملاحم والفتن تأليف السيد رضي الدين علي بن موسىٰ بن جعفر بن طاووس المعروف بالسيد ابن طاووس. لقّب بجمال العارفين؛ لشدّة ورعه وتقواه وحسن سجاياه الأخلاقية وحالاته العرفانية والمتولد ١١٩٣ م والمتوفي ١٢٦٦م.

٢٤ – مستدرك الوسائل للميرزا حسين بن محمد تقي بن علي محمّد بن تقي النوري الطبرسي (١٢٤٥ هـ – ١٣٢٠ هـ).

٢٥ – غيبة الطوسي للشيخ أبو عبد الله، محمّد بن إبراهيم بن جعفر النُعماني المعروف بابن أبي زينب، وتُوفّي عام ٣٦٠هـ بالعاصمة دمشق.

٢٦ – المهدية في الإسلام منذ أقدم العصور حتَّىٰ اليوم سعد محمد حسن لم عثر له علىٰ ترجمة.

٢٧ – ظهور الحق المازندراني وهو ميرزا ​​أسد الله فاضل مازندراني (١٨٨١ – ١٩٥٧).

٢٨ – المحجة البحراني هو أبُو المَكَارِمِ هَاشِمُ بْنُ سُلَيْمَانٍ بْنُ إِسْمَاعِيْلٍ المُوْسَوِّيُّ الحُسَيْنِيُّ الكِتْكَانِيُّ التُّوْبْلَانِيُّ البَحْرَانِي (القرن الحادي عشر الهجري – 1107 هـ أو 1109 هـ)؛ ويعرف باسم صاحب البرهان لتأليفه كتاب البرهان في تفسير القرآن.

٢٩ – تاج الدين، مهدي، المجالس المهدوية، قم – إيران، مؤسسة المكتبة الحيدرية، د. ط، 1437هـ.

٣٠ – الشوشتري، نور الله بن شريف الدين، إحقاق الحق وإزهاق الباطل، قم – إيران، مكتبة المرعشي، د.ط، 1409 هـ.

الهوامش:


(1) بحار الأنوار – العلامة المجلسي مؤسسة الوفاء بيروت الطبعة الثانية المصححة ١٤٠٣هـ – ١٩٨٣م، ج٢٣، ص٨٣.

(2) الكافي للشيخ الكليني نشر دار الكتب الإسلامية الطبعة الخامسة تحقيق علي أكبر الغفاري: ج١، ص١٨٠-١٨١.

(3) كمال الدين وإتمام النعمة للشيخ الصدوق مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين: ص٤٤٠.

(4) كتاب الغيبة النعماني، مطبعة دار الخلفاء بطهران: ج١، ص١٩٨؛ والمعجم الموضوعي للشيخ الكوراني: ص٧٦٧.

(5) الغيبة للشيخ الطوسي الناشر مكتبة نينوىٰ الحديث ص٢٨٦ وبشارة الإسلام لمصطفىٰ بن إبراهيم آل سيد حيدر الكاظمي: ج١، ص٢٩٨. وبحار الأنوار للعلامة المجلسي طبع في مؤسسة دار الكتب الإسلامية طبع في ٥٤ مجلد ج٥٢ ص١٠٤.

(6) بحار الأنوار – العلامة المجلسي، الطبعة الثالثة المصححة ١٤٠٣ ه‍ – ١٩٨٣ م دار إحياء التراث العربي بيروت – لبنان، ج٥٢، ص١٠٢.

(7) معجم أحاديث الإمام المهدي للشيخ علي الكوراني، مطبعة مؤسسة المعارف الإسلامية ج٣، ص٢١٤ و٤٨٣، ح٧٣٤ و١٠٥٣.

(8) المصدر أعلاه.

(9) كتاب المهدية في الإسلام منذ أقدم العصور حتَّىٰ اليوم لسعد محمد حسن دار الكتب الإسلامية: ص٢٧٠؛ وظهور الحق لفاضل المازندراني مؤسسة مطبوعات بهائي آلمان ٢٠٠٨.

(10) بحار الأنوار لمحمد باقر المجلسي طبع ١١٠ مجلد في مؤسسة دار الكتب الإسلامية: ج٣، ب١٤، ص١٠٩.

(11) الكافي لمحمد بن يعقوب الكليني، الطبعة الأولىٰ منشورات الفجر بيروت لبنان ج٨، ص٢٠٦ و٤٧٦.

(12) وسائل الشيعة الحر العاملي الطبعة الثانية تحقيق مؤسسة آل البيت: ج٢٥، ص٣٨٤.

(13) مستدرك الوسائل للميرزا النوري، الطبعة الثانية مؤسسة التراث الإسلامي: ج١١، ص٣٧٦، ح١٣٣٠٢.

(14) بحار الأنوار للعلامة المجلسي الطبعة الثانية مؤسسة آل البيت: ج٧٤، ح٩٨.

(15) مستدرك الوسائل للميرزا النوري الطبعة الثانية مؤسسة التراث الإسلامي: ج١١، ص٣٧٦، ح١٣٢٠١.

(16) بحار الأنوار العلامة المجلسي: ط٢مؤسسة آل البيت، ج٥٢، ص٣٩٦.

(17) بحار الأنوار للعلامة المجلسي، ط٢، مؤسسة آل البيت، ص٢٩٥و٢٩٠و٢٩٢.

(18) بحار الأنوار للعلامة المجلسي، ط٢، مؤسسة آل البيت، ص٢٩٥و٢٩٠و٢٩٢.

(19) بحار الأنوار للعلامة المجلسي، ط٢، مؤسسة آل البيت، ص٢٩٥و٢٩٠و٢٩٢.

(20) الغيبة لمحمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني، ط١، أنوار الهدىٰ، المطبعة مهر١٤٢٢هـ، ج١،ص٢٧٩.

(21) الغيبة للشيخ الطوسي الناشر مكتبة نينوىٰ: ص٤٣٦.

(22) الغيبة لمحمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني، ط١، أنوار الهدىٰ، المطبعة مهر١٤٢٢هـ، ج١، ص٢٥٢.

(23) لسان العرب لابن منظور، طبعة دار المعارف، ج١١، ص٢٣٦.

(24) برتوي آملي، أعلام قرآن (بالفارسية)، ص ٤٧٩، نقلاً عن كتاب (ريشه هاي تاريخي أمثال وحكم) (بالفارسية)، ج١، ص ٤٣٦.

(25) الأمالي للصدوق، طبعة مؤسسة الأعلىٰ للمطبوعات، بيروت – لبنان، ص٦٨١، وثوابُ الأعمال للشيخ الصدوق، ط٢، منشورات الرضا، بقم ص٢٠٤.

(26) الغيبة لمحمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني، ط١، أنوار الهدىٰ، المطبعة مهر١٤٢٢هـ، ج١،ص٢٨٧.

(27) إلزام الناصب للشيخ علي اليزدي الحائري، مطبعة الرضي – قم: ج٢، ص٢٠٤.

(28) الكافي لمحمد بن يعقوب الكليني، ط٢، مؤسسة دار الكتب الإسلامية: ج٨، ص٣١٠.

(29) التشريف بالمنن لابن طاووس: ط١، مؤسسة صاحب الأمر (عجَّل الله فرجه)، قم، ص٢٩٦.

(30) إحقاق الحق وإزهاق الباطل لنور الله الشوشتري المطبعة الإسلامية: ص٥٦٧.

(31) المجالس المهدوية لمهدي تاج الدين الناشر مؤسسة المكتبة الحيدرية، ط١، ص٢٢٣.

(32) عصر الظهور للشيخ الكوراني، ط١٧، ١٤٢٧هـ، مكتبة الإمام المهدي المركزية ص١٠٦.

(33) بحار الأنوار للعلامة المجلسي، ط٣، ١٤٠٣هـ، دار إحياء التراث العربي، بيروت – لبنان، ج٥٢، ص٢٢٥.

(34) الغيبة النعماني، ط١، أنوار الهدىٰ، ١٤٢٢هـ، ص٣٠٦.

(35) بحار الأنوار المصدر أعلاه: ص٣٠٥.

(36) غيبة النعماني، ط١، أنوار الهدىٰ، ص٣٠٠، ٣٠٦، ٢٢٥.

(37) بحار الأنوار – العلامة المجلسي: ج٥٢، ص٢٤٩ و١٩٠ و٢١٥.

(38) غيبة النعماني المصدر أعلاه: ص٣٠٠، ٣٠٦، ٢٢٥.

(39) غيبة النعماني المصدر أعلاه: ص٣٠٠، ٣٠٦، ٢٢٥.

(40) بحار الأنوار – العلامة المجلسي: ج٥٢، ص٢٤٩ و١٩٠ و٢١٥.

(41) بحار الأنوار – العلامة المجلسي: ج٥٢، ص٢٤٩ و١٩٠ و٢١٥.

(42) حياة الإمام المهدي (عليه السلام) – الشيخ باقر شريف القرشي: ج١، ص٢٦٩.

(43) غيبة النعماني، ط١، أنوار الهدىٰ: ص٢٩٦.

Edit Template
Scroll to Top