مصافحة النساء في الإسلام

المقدمة

الحمد لله علىٰ ما أنعم، وصلىٰ الله علىٰ محمد وآله الطاهرين.

مصافحة المرأة الأجنبية من المسائل الابتلائية المهمة والتي لا يتورع عنها بعض المسلمين، سواءً كانوا في بلادهم أو البلاد غير الإسلامية، لاسيما في البلدان الغربية، وهم بذلك بين متسامح ومتجاهل، وبين من وقع في شبهة وبين من ضُلِّل، مضافاً إلىٰ من كان ضعيف الإيمان غير ثابت العقيدة.

ونحن بين هذا وذاك نخوض في مسألة فقهية، وهي جواز أو عدم جواز مصافحة المرأة الأجنبية، ومع كونها مسألة فقهية كما أشرنا، إلّا أنَّ الضرورة في مثل هذه المسائل تقديم مقدمة نافعة لها علاقة مباشرة في هذه الجزئية، فربما لا ينفع المقدار الذي يثبت فيه جواز أو حرمة المصافحة فقط، بعد ما كان الإنسان يحتاج إلىٰ قوة الإيمان ليتغلَّب علىٰ ضعف النفس الذي يقوده للتسامح في تطبيق تعاليم الشرع الحنيف.

وعلىٰ ذلك فالمقدمة تحتوي علىٰ أمرين:

الأول: قضية عقدية.

والثاني: بين كونها قضية اجتماعية صرفة أو أخلاقية بنحو ما، وعلىٰ مقدار ما يسعه المقال.

ثم نختم مقالنا بخاتمة أقرب ما تكون إلىٰ التنبيه الذي يقع فيه عامة المسلمين، بسبب الأساليب الخبيثة التي تعتمدها بعض الماكنات الإعلامية المضللة، وسنتخذ أسلوب العرض والرد وبيان الأغراض من الطرح، فعند بيان ذلك – لاسيما جوانبه الخفية – يجعل من القارئ الكريم نَبِهٌ لا يأخذ كل شيء أخذ المسلمات قبل أن يتحقق من صدق ما يقال، وهذا واحد من أهم الأهداف الأساسية للمقال، فالمقال لا يقتصر علىٰ إثبات مسألة فقهية من الجانب الفقهي فقط.

الأمر الأول:

المعنىٰ المراد بيانه هنا هو الجزء الذي يخص العقيدة وآثار الذنوب، إذ المفترض أننا نخاطب المؤمنين الذين تمنعهم عقيدتهم وإيمانهم عن الذنب، وكم من الشواهد علىٰ ارتباط الذنوب بالعقائد، منها ما ورد عن رسول الله (صلىٰ الله عليه وآله وسلم)، من روايات أو أدعية لطلب الاستغفار مثلاً:

رواية عن بن أبي عمير، عن موسىٰ بن جعفر (عليه السلام)… فقلت: يا بن رسول الله (صلىٰ الله عليه وآله وسلم)، فَكَيْفَ تَكُونُ الشَّفَاعَةُ لِأَهْلِ الكَبَائِرِ وَاللهُ تَعَالَىٰ ذِكْرُهُ يَقُولُ: ﴿وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضىٰ وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ﴾ (الأنبياء:٢٨)، وَمَنْ يَرْتَكِبُ الكَبَائِرَ لَا يَكُونُ مُرْتَضىٰ، فَقَالَ: «يَا أَبَا أَحْمَدَ مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَرْتَكِبُ ذَنْباً إِلَّا سَاءَهُ ذَلِكَ وَنَدِمَ عَلَيْهِ، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ (صلىٰ الله عليه وآله وسلم): كَفَىٰ بِالنَّدَمِ تَوْبَةً، وقال (عليه السلام): ومن سرَّته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن، فمن لم يندم علىٰ ذنب يرتكبه فليس بمؤمن ولم تجب له الشفاعة، وكان ظالماً، والله تعالىٰ ذكره يقول: ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع»، فقلت له: يا بن رسول الله وكيف لا يكون مؤمناً من لم يندم علىٰ ذنب يرتكبه؟

فقال: «يا أبا أحمد ما من أحد يرتكب كبيرة من المعاصي وهو يعلم أنَّه سيعاقب عليها إلّا ندم علىٰ ما ارتكب، ومتىٰ ندم كان تائباً مستحقاً للشفاعة، ومتىٰ لم يندم عليها كان مصرّاً، والمصرّ لا يغفر له، لأنَّه غير مؤمن بعقوبة ما ارتكب، ولو كان مؤمناً بالعقوبة لندم».

وقول النبي (صلىٰ الله عليه وآله وسلم): «لا كبيرة مع الاستغفار، ولا صغيرة مع الإصرار، وأمّا قول الله (عزَّ وجلَّ): ﴿وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضىٰ﴾، فإنهم لا يشفعون إلّا لمن ارتضىٰ الله دينه، والدين الإقرار بالجزاء علىٰ الحسنات والسيئات، فمن ارتضىٰ الله دينه ندم علىٰ ما ارتكبه من الذنوب، لمعرفته بعاقبته في القيامة»(1).

وهكذا في الدعاء: «اللهم إنّي أستغفرك استغفار إيمان، وأستغفرك استغفار رغبة، وأستغفرك استغفار رهبة، وأستغفرك استغفار رجاء، وأستغفرك استغفار إخلاص».

فالذنب المستغفر عنه لا شك أنَّ له من الجذر ما يكون مرتبطاً بعقيدة الإنسان، وأكثر من ذلك فإنَّ أي خُلق سيء لابد أن يكون له مرجع إلىٰ الخلل في العقيدة؛ كما في الكرم والبخل، والغضب والاطمئنان، وحسن أو سوء الظن، وهكذا باقي الصفات.

قال رسول الله (صلىٰ الله عليه وآله وسلم): «الجود من جود الله تعالىٰ، فجودوا يجد الله عليكم، ألا إنَّ السخاء شجرة في الجنة، أغصانها مدلاة في الأرض، فمن تعلَّق بغصن منها أدخله الجنة، ألا وإنَّ السخاء من الإيمان والإيمان في الجنة»(2).

فالبخيل عنده خلل ليس في الفكر بل في القلب لا يؤمن بكرم الله، ومن هذا القبيل الكثير، فإنَّ الكثير من أصل الذنوب ترجع إلىٰ أنانية النفس، ويحتاج المؤمن الصبر للثبات علىٰ عقيدته، فـ«الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد»(3).

ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام): «يا بن أبي محمود إذا أخذ الناس يميناً وشمالاً فالزم طريقتنا، فإنَّه من لزمنا لزمناه ومن فارقنا فارقناه، إنَّ أدنىٰ ما يخرج به الرجل من الإيمان أن يقول للحصاة هذه نواة، ثم يدين بذلك ويبرأ ممن خالفه، يا بن أبي محمود احفظ ما حدثتك به فقد جمعت لك خير الدنيا والآخرة»(4).

وقول أمير المؤمنين (عليه السلام): «ألا وإنكم قد نفضتم أيديكم من حبل الطاعة، وثلمتم(5) حصن الله المضروب عليكم بأحكام الجاهلية، فإنَّ الله سبحانه قد امتنَّ علىٰ جماعة هذه الأُمَّة فيما عقد بينهم من حبل هذه الألفة التي ينتقلون في ظلّها، ويأوون إلىٰ كنفها، بنعمة لا يعرف أحد من المخلوقين لها قيمة، لأنَّها أرجح من كل ثمن وأجل من كل خطر، واعلموا أنَّكم صرتم بعد الهجرة أعراباً، وبعد الموالاة أحزاباً، ما تتعلقون من الإسلام إلَّا باسمه، ولا تعرفون من الإيمان إلَّا رسمه، تقولون النار ولا العار، كأنكم تريدون أن تكفئوا الإسلام علىٰ وجهه، انتهاكاً لحريمه، ونقضاً لميثاقه الذي وضعه الله لكم حرماً في أرضه وأمناً بين خلقه…»(6).

وقول الإمام مير المؤمنين (عليه السلام): «من أحب المكارم اجتنب المحارم»(7)، وقوله (عليه السلام): «من ترك الشهوات كان حراً»(8).

وعلىٰ ما تقدَّم وغيره الكثير من الأثر، في علاقة الذنوب بالعقيدة، فيلزم علىٰ المؤمنين (أعزهم الله) أن يكونوا ثابتي العقيدة، متمسكين بالشريعة حتَّىٰ لا تأخذهم الأهواء يميناً وشمالاً، ولا يدعون للشيطان منفذاً لأنفسهم.

الأمر الثاني:

لابد من الإشارة إلىٰ أمر مهم ربما يكون له واقع علىٰ أكثر من موضوع، وأوسع مما نحن فيه، وقد يتأثر به المسلمون في البلدان الأجنبية وحتَّىٰ في بلدانهم مع الأسف، وهو التأثر بثقافات المجتمعات الأخرىٰ، واعتبارها من الأمور المستحسنة بعد مشاهدة بعض الإيجابيات في تلك المجتمعات، إلّا أنَّ القول الفصل في ذلك هو لابدية التشخيص الموضوعي لكل مجتمع من جهة ثقافاته المختلفة فلا يخفىٰ أن في كل مجتمع من الثقافات ما يكون إيجابياً وما يكون سلبياً، حتَّىٰ في ثقافات المجتمع الإسلامي الذي ورث بعض ثقافاته وعاداته من تركات ما قبل الإسلام، وعلىٰ ذلك فكل من له أدنىٰ رؤية وذوق، ومتمسك بعقيدته لابد له من تشخيص تلك الثقافات والعادات صحيحها وسقيمها، بغض النظر عن كونها في بلاد الإسلام أو البلدان الأخرىٰ، حتَّىٰ يرىٰ ما هو صحيح وموافق للشرع فيستفيد من إيجابياته، وما هو حرام، ليجتنبه، فكم من عادات سيئة في المجتمعات الإسلامية وكم منها في البلدان الأخرىٰ، والشيء الآخر ينبغي علىٰ المسلم أن يعرف أن التعاليم الإسلامية بشكلها الحقيقي وتطبيقاتها في مصلحته وبلوغه الكمال، الذي يبحث عنه كل إنسان بفطرته، أمّا من كانت نزعاته تخرجه من فطرته السليمة فليس محلاً للكلام.

مضافاً إلىٰ ذلك فلا ينبغي أن ينطوي علىٰ المسلمين أسباب تعمد إفشاء ما يخالف الشرع وأهدافه، سواءً كان من أي جهة تسعىٰ لترويج تلك المخالفات، فلا نعلم هدفاً سامياً ويقع في طريق تطوير الإنسان وسعادته في الدعوىٰ للانحلال مثلاً، أو مخالفة الفطرة والشريعة بل علىٰ العكس تماماً؛ كما لا نرىٰ أن اتِّباع المجتمعات لاسيما الغربية في ثقافتهم المخالفة للإسلام قوة للفرد أو عنوان الإسلام، ولا في مخالفتهم توهين وضعف للمسلمين كما يدَّعي البعض ممن يروج إلىٰ ذلك، هذا مضافاً إلىٰ أن الجوانب الأكبر أثراً من الذنوب في الإسلام سببها الميل والجري لرغبات النفس غير المشروعة، والتي تخالف القوانين الكونية والاجتماعية الصحيحة فهي مما منعها المشرع الإسلامي.

فالإضرار بالنفس كما هو في الآخرين، مما منع عنه الإسلام، فالشريعة لا تكلِّف الإنسان أكثر من طاقته، بل ولا تسمح لنفس الإنسان أن يضر نفسه، وتمنع ذلك بقوة والشواهد علىٰ ذلك كثيرة لا تحصىٰ بمثل هكذا موجز، فمثلاً أنَّ الشريعة بنفس الوقت الذي تعتبر الصوم فيه واجباً، فإنَّها تعتبره محرماً عندما يكون مضراً بصحة الجسد، وهكذا الذنوب الاجتماعية التي تخل بالنظام والتجاوز علىٰ حقوق الآخرين أيّاً كانت، كالتجاوز علىٰ أعراضهم وأنفسهم، وعلىٰ ذلك فإن كل الميول التي تنافي سعادة المجتمع والتجاوز علىٰ حقوقه محرمة، ومنها بلا شك، مصافحة المرأة الأجنبية، التي تعتبر باباً من أبواب إفساد المجتمع وإن لم يشعر به فاعله، ومن آثار ذلك أنَّ المذنبين لا يتمتعون بالمزايا الإنسانية التي تقودهم إلىٰ الكمال ومن خلاله إلىٰ السعادة التي يبحث عنها كل إنسان، فإنَّ تراكم الذنوب شيئاً فشيئاً تصير حُجباً تمنع نورانية القلب وصفاء الباطن، وباللاشعور فإنَّه يلحق الضرر بنفسه وبالمجتمع، ثم تنهار شخصيته، فتكبت روحه الخيرة في أعماقه، ولا علاج لذلك إلَّا تنزيه النفس عن الذنب، فإنَّها السبيل للوصول إلىٰ الفضائل الإنسانية، هذا ما أردت بيانه كمقدمة للبحث في الموضوع.

وسيقع البحث في حلقات ثلاث:

الأولىٰ: حرمة مصافحة الأجنبية.

الثانية: أقوال الفقهاء في حرمة مصافحة الأجنبية.

الثالثة: الضرورة والاضطرار في مصافحة الأجنبية، وتبصرة مهمة في كيفية التعامل مع الأفكار المضللة.

حرمة مصافحة الأجنبية:

قبل بيان حرمة مصافحة المرأة الأجنبية لابد من تصنيف السائل عن حرمة وجواز مصافحة الأجنبية:

* فمنهم من يبحث عن الحقيقة بإيمان راسخ، ويسعىٰ لتطبيق الشرع المقدس معتقداً أنَّ الشرع لا يصدر منه إلَّا ما يكون فيه خير الدنيا والآخرة وهو الصنف الأكثر نسبياً.

* ومنهم من يبحث عن أي قول يجعله دليلاً علىٰ جواز مخالفته، فتراه يسأل كثيراً من هنا وهناك لعله يجد ضالته في قول يستند إليه، وهؤلاء ممن لا يصرّون علىٰ مخالفة الشرع وعصيان الله، إلَّا أنَّهم يعتقدون أنَّ أي قول من أي جهة تفي بدفع العتب والسؤال والذنب والعقوبة، وهذا الصنف يحتاج إلىٰ معرفة حقيقة الدين وكيف يكون علىٰ الطريق الصحيح، دون أن تخالطه شبهة.

* ومنهم – وهم النسبة الضئيلة جداً بين عموم المؤمنين – من يسعىٰ إلىٰ ترويج مثل هذه الثقافة بين المسلمين وانخراطهم بين المجتمعات الغربية وذلك:

إمّا لأنَّهم يبحثون عن إسلام ليس فيه روح ولا يخضع لأي انضباط، بل يعتقدون بالحداثة التي تعني في جهة من جهاتها ضرورة التغيير والانفتاح علىٰ العالم بما يصل إليه مهما كان بعيداً عن القيم والآداب والخُلق، فضلاً عن التمسك بما جاءت به الشريعة المقدسة.

وإمّا أن يكونوا مأجورين لأجندات معادية للإسلام، ويعملون علىٰ إشاعة الفاحشة بين الناس، لتحقيق تلك الأجندات التي لا يسع المقام تفصيلها.

وعلىٰ ذلك سنثبت بدليل قاطع حرمة مصافحة الأجنبية علىٰ رأي كل العلماء، وفي جميع المذاهب الإسلامية، فمن يبحث عن قول ولو كان شاذاً في جواز ذلك، فليكن في يأس وراحة فلن يجد ضالَّته.

كما سنبحث عن الضرورة والاضطرار في مصافحة المرأة الأجنبية، ونبيِّن معنىٰ الضرورة والاضطرار، ومتىٰ يجوز تطبيق قاعدة الاضطرار في جواز مصافحة الأجنبية، ومن ثم التنبيه الذي أشرنا إليه في المقدمة.

إذن نقاط البحث هي:

١ – دليل حرمة مصافحة المرأة الأجنبية، علىٰ جميع المذاهب الإسلامية.

٢ – دعوىٰ الاضطرار ودفع الضرر بمصافحة المرأة الأجنبية.

٣ – تبصرة مهمة.

دليل حرمة مصافحة المرأة الأجنبية، علىٰ جميع المذاهب الإسلامية:

أجمع علماء المسلمون بجميع مذاهبهم بحرمة مصافحة المرأة الأجنبية، بشكل قطعي وربما يصح القول في كون هذه المسألة من الضرورات الفقهية التي لا خلاف فيها، وأسندوا ذلك بطائفة كبيرة من الأحاديث، والروايات التي سنذكر بعضها بالتفصيل لأهمية الموضوع، وصدور عشرات الآلاف من الأسئلة بهذا الخصوص، والأكثر من ذلك نقول إن وجد قول شاذ أو مخالف لإجماع المسلمين فهو قول يذهب إلىٰ التشديد علىٰ الحرمة لا المسامحة.

الشبهة في علة التحريم واختصاصه بالمسلمات:

ربما يتصوَّر البعض أنَّ علَّة التحريم هي الريبة والتلذُّذ، وهذا التصور خاطئ مطلقاً، فالأدلة والروايات تدل علىٰ حرمة مصافحة الأجنبية مطلقاً، بغض النظر عن التلذذ والريبة، وبغض النظر عن كونها مسلمة أو غير مسلمة، ولا استثناء أو تقييد للإطلاق في الأدلة مطلقاً.

فلا يمكن القول بأنَّ الروايات تخص النساء المسلمات دون غيرهن، وأنَّ الأدلة منصرفة عن أهل الكتاب، بل يمكن التأكيد علىٰ أنَّ صاحب هذا القول غفل عن عدم الدليل باختصاص النساء المسلمات بهذه النصوص، نعم ربما يدعىٰ عدم وجود اختلاط في عهد النص مع الكتابيات كما في عصرنا من جهة سفر وإقامة المسلمين في بلاد الغرب وباقي البلاد غير الإسلامية، أو إسلام الناس في تلك البلاد.

والجواب: إنَّ البلاد الإسلامية لم تخل في ذلك الزمان من النساء من أهل الكتاب، والدليل الروايات التي دلَّت علىٰ الأسئلة الكثيرة حول التعامل مع نساء أهل الكتاب، وهو دليل إطلاق لفظة المرأة علىٰ المسلمة وغيرها.

فمصافحة المرأة الأجنبية حرام مطلقاً، بغض النظر عن كونها مسلمة أو غير مسلمة، كما لا فرق بين ابتداء الرجل أو المرأة بالمصافحة.

أقوال الفقهاء في حرمة مصافحة المرأة الأجنبية:

السيد الخوئي:

أفتىٰ آية الله العظمىٰ السيد أبو القاسم الخوئي بحرمة مصافحة المراة الأجنبية في الاستفاء الآتي:

– إنَّه إذا دخل مجلساً في إحدىٰ الدول يضطر إلىٰ مصافحة كلّ مَنْ كان في المجلس، حتَّىٰ النساء الأجنبيات، وأنَّه إذا امتنع يعدّ ذلك فعلاً غريباً، ويحملونه علىٰ أنَّه من سوء الأدب، وأنَّه تحقيرٌ منه للمرأة وتوهين لها، في هذه الحال هل يجوز له مصافحة المرأة الأجنبية؟

إنّه لا تجوز مصافحة الأجنبية، إلَّا إذا كان الامتناع موجِباً لجلب المفسدة المتحقِّقة أو الضرر(9).

– ما هو رأيكم الشريف في المصافحة مع أجنبيات، إذا كان الموقف حرجاً جداً؟

باسمه تعالىٰ، لا يجوز مصافحة الأجنبية، ويجب علىٰ المسلم إظهار تمسكه بمبادئه واعتزازه بها أمام أهل الديانات الأخرىٰ، والله العالم(10).

– إذا اضطر الإنسان ووقع في حرج شديد من مصافحة المرأة الأجنبية غير المسلمة من دون أية ريبة أو رغبة في ذلك، كما لو ابتدأت المرأة بالمصافحة في الدوائر الرسمية، وكان الامتناع عن ذلك سبباً في توهين الشخص، أو تحقير دينه وإسلامه، فهل يجوز ذلك؟

لا تجوز المصافحة إلَّا إذا ترتبت علىٰ تركها مفسدة أو ضرر، نعم لا بأس بها من وراء الستر بدون ريبة وشهوة، والله العالم(11).

– السيد السيستاني:

في جواب علىٰ استفتاء قُدِّم إلىٰ سماحة آية الله العظمىٰ السيد السيستاني (دام ظله) عن مصافحة المرأة الأجنبية، وهذا نصه:

– في البلاد الأوروبية المصافحة عنوانٌ للسلام، وقد يكون الامتناع عنها سبباً في الطرد من العمل أو الإخراج من المدرسة، هل في مثل هذه الحالات يجوز للمرأة وللرجل المصافحة مع الأجنبي؟

إذا لم يستطع ارتداء القفاز أو نظيره في مثل هذه الحالات يجوز في الحالة التي يكون في ترك المصافحة موجباً للضرر الفعلي(12).

– التبريزي:

آية الله العظمىٰ الميرزا جواد التبريزي أجاب علىٰ الاستفتاء المقدم إليه بخصوص مصافحة المرأة الأجنبية، بالحرمة كما هو واضح في الاستفتاء التالي:

– في بعض الدول يصافح القادم كلّ الجالسين، حتَّىٰ النساء، دون تلذُّذ، ولو امتنع عن مصافحة النساء الجالسات أثار سلوكه الاستغراب، وغالباً ما يُعَد إساءةً للمرأة، واحتقاراً لها، مما ينعكس سلباً علىٰ نظرتهم إليه، فهل يجوز مصافحتهنّ؟

لا يجوز ذلك، وهو وزرٌ علىٰ المسلمين، فإنَّ عدم مصافحة الأجنبية من شعائر الدين، ويجب الحفاظ عليها مهما أمكن، والله العالم(13).

– في بعض الدول يصافح القادم كل الجالسين حتَّىٰ النساء دون تلذذ ولو امتنع عن مصافحة النساء الجالسات أثار سلوكه الاستغراب وغالباً ما يعد إساءة للمرأة واحتقاراً لها مما ينعكس سلباً علىٰ نظرتهم إليه، فهل يجوز مصافحتهن؟

باسمه تعالىٰ لا يجوز ذلك وهو وِزرٌ علىٰ المسلمين، فإنَّ عدم مصافحة الأجنبية من شعائر الدين ويجب الحفاظ عليها مهما أمكن، والله العالم(14).

– في بعض الدول يصافح القادم كل الجالسين حتَّىٰ النساء دون تلذذ، ولو امتنع عن مصافحة النساء الجالسات أثار سلوكه الاستغراب وغالباً ما يعد إساءة للمرأة واحتقاراً لها مما ينعكس سلباً علىٰ نظرتهم إليه، فهل يجوز مصافحتهن؟

باسمه تعالىٰ: لا يجوز ذلك وهو وزر علىٰ المسلمين، فانّ عدم مصافحة الأجنبية من شعائر الدين ويجب الحفاظ عليها مهما أمكن، والله العالم(15).

– السيد محمد باقر الصدر:

أمّا مسألة مصافحة المرأة الأجنبيّة فهو غير جائز علىٰ كلّ حال لأنّها ضرورة عرفيّة(16).

– السيد محمد سعيد الحكيم:

أفتىٰ السيد آية الله العظمىٰ السيد محمد سعيد الحكيم بحرمة مصافحة المرأة الأجنبية بالاستفتاء المقدم إليه بهذا البيان:

– إذا اضطر الإنسان ووقع في حرج شديد من مصافحة المرأة الأجنبية غير المسلمة، من دون أية ريبة أو رغبة في ذلك، كما لو ابتدأت المرأة بالمصافحة في الدوائر الرسمية، وكان الامتناع عن ذلك سبباً في توهين الشخص، أو تحقير دينه وإسلامه فهل يجوز له المصافحة؟

لا تجوز المصافحة إلّا إذا ترتب علىٰ تركها ضرر من قتل أو سجن أو تشريد، نعم لا بأس بها من وراء الستر وبدون ريبة وشهوة. والله العالم(17).

– في بعض الدول يصافح القادم كلا الجنسين، حتَّىٰ النساء دون تلذذ ولو امتنع عن مصافحة النساء الجالسات أثار سلوكه الاستغراب، وغالباً ما يعد إساءة للمرأة، واحتقاراً لها مما ينعكس سلباً علىٰ نظرتهم إليه فهل يجوز مصافحتهن؟

المصافحة بين الرجل والمرأة من العادات المحرمة والتي جاءت إلىٰ مجتمعنا من المجتمعات الكافرة، إذ لا يجوز لمس المرأة الأجنبية واللازم علىٰ المؤمنين نبذ هذه الأعراف والعادات التي تنافي الدين فإنَّ سريان هذه الأعراف يؤدي إلىٰ ضياع هويتنا الدينية. والله العالم(18).

– صاحب الجواهر والمحقق النراقي فادّعيا أن المسألة لا خلاف فيها(19).

– في الجواهر: (لا أجد فيه خلافاً، بل كأنَّه ضروري علىٰ وجه يكون محرَّماً لنفسه)(20).

– الشيخ الانصاري (قدس سره): (إذا حرم النظر حرم اللمس قطعا. بل لا إشكال في حرمة اللمس وإن جاز النظر، للأخبار الكثيرة. والظاهر أنه مما لا خلاف فيه)(21).

– الشيخ الأنصاري: (إذا كان النظر لغير المحرم حراماً فبالأولوية القطعية اللمس حرامٌ)(22).

فتاوىٰ وأدلة القول بحرمة مصافحة الأجنبية عند المذاهب الأخرىٰ:

ذهب جمهور العلماء من المذاهب المالكية والحنفية والشافعية والحنبلية، إلىٰ حرمة مصافحة المرأة الأجنبية مطلقاً، بغض النظر عن كونها مسلمة أو أجنبية، وبغض النظر عن كونه بلذة وبدونها، وذهب بعضهم إلىٰ التشديد، وسنطرح اقوالهم في ذلك:

– وإن كانت المرأة شابة فقد اتَّفق الأئمة الأربعة علىٰ تحريم مصافحتها، وقالت الحنابلة منهم: سواء كانت المصافحة من وراء حائل أو لا.

– قال النووي: وقد قال أصحابنا: كل من حرم النظر إليه حرم مسه، بل المس أشد، فإنه يحل النظر إلىٰ الأجنبية إذا أراد أن يتزوجها، ولا يجوز مسها.

الحمد لله، والصلاة والسلام علىٰ سيدنا رسول الله.

يحرم علىٰ المرأة أن تصافح الرجال الأجانب(23)، بدليل حديث معقل بن يسار: أنَّ النبي (صلىٰ الله عليه [وآله] وسلم) قال: «لأَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لا تَحِلُّ لَهُ»(24).

– وقد ذهب مجلس الإفتاء الأعلىٰ في قراره: 2/73 بتاريخ 25/3/2009م إلىٰ حرمة مصافحة الرجل للمرأة الأجنبية البالغة، وكذلك العكس(25).

– أرشيف ملتقىٰ أهل الحديث – هل هناك من خالف في تحريم مصافحة الرجل للمرأة الأجنبية؟ أم أن المسألة محل إجماع؟

قال الشيخ محمد سلطان المعصومي في عقد الجوهر الثمين:

(إنَّ مصافحة النساء الأجنبيات لا تجوز ولا تحل سواء مع الشهوة أو لا، وسواء كانت شابة أو لا، وذلك مذهب الأئمة الأربعة وعامة العلماء (رحمهم الله))(26).

– دار الإفتاء المصرية: أنَّ مصافحة الرجل للمرأة الأجنبية محلُّ خلاف في الفقه الإسلامي؛ فيرىٰ جمهور العلماء حرمة ذلك، إلَّا أنَّ الحنفية والحنابلة أجازوا مصافحة العجوز التي لا تُشتَهَىٰ؛ لأمن الفتنة. أجابه مفصلة عن حكم مصافحة الرجل للمرأة وأقوال الأئمة الأربعة في ذلك وقول جمهور العلماء؟

الجواب(27):

أولاً: لا يحل لرجل يؤمن بالله ورسوله أن يضع يده في يد امرأة لا تحل له أو ليست من محارمه، ومن فعل ذلك فقد ظلم نفسه.

ثانياً: لا تجوز المصافحة ولو بحائل من تحت ثوب وما أشبهه والذي ورد بذلك من الحديث ضعيف.

– مصافحة العجائز، فهي حرام لعموم النصوص في ذلك، وما ورد في ذلك من الإباحة فهو ضعيف.

ولا يجوز له أن يمس وجهها ولا كفها وإنْ أَمِن الشهوة لوجود المحرّم ولانعدام الضرورة(28).

– ذهبت الحنفية والحنابلة إلىٰ حرمة مصافحة الرجل للمرأة إلّا العجوز التي لا تشتهي ولا تُشتهىٰ، وكذلك مصافحة المرأة للرجل العجوز الذي لا يشتهي ولا يُشتهىٰ، ومصافحة الرجل العجوز للمرأة العجوز.

فاستدلّوا بأنّ الحرمة لخوف الفتنة، فإذا كان أحد المتصافحين ممّن لا يشتهي ولا يُشتهىٰ، فخوف الفتنة معدوم أو نادر(29).

– ذهبت المالكية إلىٰ تحريم مصافحة المرأة الأجنبية وإن كانت متجالّة وهي العجوز الفانية التي لا إرب للرجال فيها، أخذاً بعموم الأدلّة المثبتة للتحريم(30).

– الظاهر من الشافعية هو نفس ما ذهب إليه مالك، لعدم استثنائه العجوز(31).

– السؤال: هل يجوز مصافحة المرأة الأجنبية أم لا؟ ثم هل يجوز المصافحة من وراء ساتر تضعه المرأة علىٰ يدها؟ سيدي إنني سوداني أعيش بالمملكة، وقد نما إلىٰ علمي أن سلام المرأة لا يجوز، لكن أهلي وعشيرتي لا يؤمنون بذلك، إنهم يؤمنون بالعادات والتقاليد البالية، ويعتبرون كل مخالف لعاداتهم وتقاليدهم خارجاً عليهم؛ لذلك فهم يسلمون علىٰ النساء، ولا أستطيع منعهم من ذلك.

لكن المشكلة في بيتي، هل أمنع زوجتي من مصافحة الرجال الأجانب شرعاً، أم يجوز السلام من وراء ساتر علىٰ يد المرأة؟ ثم إن كانت الإجابة بعدم جواز مصافحة المرأة فما هو حكم الشرع إن رفضت الزوجة الانصياع لهذا الأمر، ثم ما هو حكم الشرع إن أنا تركت الزوجة تصافح الرجال الأجانب؟ وكما أسلفت لسماحتكم أن العادات والتقاليد تبيح ذلك.

الجواب: لا يجوز للمرأة أن تصافح الرجال الأجانب، ولو من وراء ستار، وجريان العادة بذلك لا يبيح ما حرمه الشرع لها، وعلىٰ زوجها وأولياء أمرها أن ينصحوا لها؛ عسىٰ أن ترجع عن هذه العادة القبيحة، وعلىٰ المسلمين أن يجتهدوا ما وسعهم في تغيير ما يخالف شريعة الإسلام من العادات(32).

– كما استدلوا بأنَّ المصافحة أشد من النظر، والنظر معلوم حرمته، فتكون المصافحة محرمة من باب أولىٰ(33).

الأحاديث والروايات عند عموم المسلمين بحرمة مصافحة الأجنبية:

أمّا فقهاء الشيعة فقد اتّفقوا علىٰ حرمة المسّ والمصافحة بقول مطلق، وإليك بعض كلماتهم:

– قال العلّامة: وأمّا مصافحة الرجل للمرأة فإن كانت أجنبية لم يجز إلّا من وراء الثياب مع أمن الافتتان به وعدم الشهوة، لما رواه الصدوق عن أبي بصير أنّه سأل الصادق (عليه السلام) هل يصافح الرجل المرأة ليست له بذي محرم؟ قال: (لا، إلّا من وراء الثياب)(34).

– روىٰ الصدوق في حديث المناهي قال: ومن صافح امرأة تحرم عليه فقد باء بسخط من الله (عزَّ وجلَّ)، ومن التزم امرأة حراماً قرن في سلسلة من نار مع شيطان فيقذفان في النار(35).

روىٰ الكليني عن يزيد بن حمّاد وغيره، عن أبي جميلة، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) قالا في حديث: «وزنا الفم القُبلة، وزنا اليدين اللمس)(36).

– روىٰ الكليني عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: هل يصافح الرجل المرأة ليس بذات محرم؟ فقال: «لا، إلّا من وراء ثوب».

– روىٰ الكليني عن سماعة بن مهران قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن مصافحة الرجل المرأة؟ قال: «لا يحلّ للرجل أن يصافح المرأة إلّا امرأة يحرم عليه، باب عدم جواز مصافحة الأجنبية إلّا من وراء الثوب ولا يغمز كفها».

– عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: هل يصافح الرجل المرأة ليست بذات محرم؟ فقال: «لا، إلَّا من وراء الثوب»، ورواه الصدوق بإسناده عن أبي بصير مثله.

– عن سماعة بن مهران قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن مصافحة الرجل المرأة، قال: «لا، يحل للرجل أن يصافح المرأة إلّا امرأة يحرم عليه أن يتزوجها، أخت أو بنت أو عمة أو خالة أو بنت أخت أو نحوها، وأمّا المرأة التي يحل له أن يتزوجها فلا يصافحها إلّا من وراء الثوب ولا يغمز كفها».

– عن المفضل بن عمر، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): كيف ماسح رسول الله (صلّىٰ الله عليه وآله وسلَّم) النساء حين بايعن؟ فقال: «دعا بمركنه الذي كان يتوضأ فيه فصب فيه ماء ثم غمس فيه يده اليمنى، فكلما بايع واحدة منهن قال: اغمسي يدك فتغمس كما غمس رسول الله (صلّىٰ الله عليه وآله وسلَّم) فكان هذا مماسحته إياهن»، وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله(37).

– عن علي (عليه السلام) قال: «كان رسول الله (صلّىٰ الله عليه وآله وسلَّم)، لا يصافح النساء، فكان إذا أراد أن يبايع النساء، أتىٰ بإناء فيه ماء فيغمس يده ثم يخرجها، ثم يقول: أغمسن أيديكن فيه، فقد بايعتكن»(38).

– واستدلّ أهل السنّة بحديث عائشة، قالت: كانت المؤمنات إذا هاجرن إلىٰ رسول الله (صلّىٰ الله عليه وآله وسلم) يُمحتن بقول الله (عزَّ وجلَّ): ﴿يا أَيـُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ عَلىٰ أَنْ لا يُشْـرِكْنَ بِاللهِ شَيْئاً وَلا يَسْـرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ﴾ [الممتحنة: ١٢] قالت عائشة: فمن أقرّ بهذا من المؤمنات فقد أقرّ بالمحنة، وكان رسول الله (صلّىٰ الله عليه وآله وسلم) إذا أقررن بذلك من قولهن قال لهن رسول الله (صلّىٰ الله عليه وآله وسلم): انطلقن فقد بايعتكن، ولا والله ما مسّت يد رسول الله (صلّىٰ الله عليه وآله وسلم) يد امرأة قط غير أنّه يبايعهنّ بالكلام. قالت عائشة: والله ما أخذ رسول الله (صلّىٰ الله عليه وآله وسلم) النساء قط إلّا بما أمره الله تعالىٰ، وما مسّت كف رسول الله (صلّىٰ الله عليه وآله وسلم) كف امرأة قط، وكان يقول لهنّ إذا أخذ عليهنّ: (قد بايعتكنّ) كلاماً(39).

– كان عليه الصلاة والسلام يقول: «إني لا أُصَافِحُ النِّسَاءَ»(40).

– معقل بن يسار عنه قال: قال رسول الله (صلّىٰ الله عليه [وآله] وسلَّم): «لأن يُطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمسّ امرأة لا تحلّ له»(41).

– وقال ابن مفلح: وسئل أبو عبد الله – أي الإمام أحمد – عن الرجل يصافح المرأة قال: لا وشدد فيه جداً، قلت: فيصافحها بثوبه؟ قال: لا(42).

– أمر الله تبارك وتعالىٰ الرجل والمرأة بغض البصر، فقال تعالىٰ: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكىٰ لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها…﴾ (النور:٣٠-٣١).

الضرورة والاضطرار في مصافحة الأجنبية:

هل الضرورة تبيح مصافحة المرأة؟

أحكام الضرورة التي شرعها الإسلام، وما يطلق عليه بالعنوان الثانوي، كما في دخول أرض مغصوبة لإنقاذ نفس محترمة من الهلاك فإنَّه جائز، ولم يخالف بها أحد، ومنها علىٰ سبيل المثال لمس المرأة الأجنبية لإنقاذها من الموت، وقد دلَّت علىٰ ذلك الآيات والكثير من الروايات، مما لا مجال لذكرها هنا لاسيما بعد التسالم عليها، إلَّا أنَّ المهم هو بيان معنىٰ الضرورة التي بواسطتها يتحوَّل الحكم بالحرمة إلىٰ الجواز فنقول:

إنَّ مفهوم الضرورة والاضطرار وأسبابها، من العوامل المهمة جداً في هذا الباب، لئلا يكون سبباً في التهاون بهذا الحكم الشرعي المهم، ولأجل ذلك لابد من بيان تلك المفاهيم بالقول:

إنَّ الضرورة في اللغة: هي الحاجة المشقّة:

وفي الاصطلاح: ما يؤدي إلىٰ الاضطرار، كما في حفظ النفس من الهلاك، وأمّا أسباب الضرورة المؤدية للاضطرار، فتختلف مواردها وهي كثيرة، كما في التقية، والإكراه، ودفع الهلاك عن النفس وغيرها، والتي تؤدي إلىٰ رفع الحكم الأوَّلي، كالحرمة إلىٰ الحكم الثانوي وهو الجواز فيما حرم، إلَّا أنَّ المشكلة تكمن في تحديد مستوىٰ الضرورة التي تبدل الحكم، فكما هو معلوم أنَّ شؤون الأحكام الأولية والثانوية هي من مختصات الحاكم الشرعي، فيما يكون فيه المصالح العامة للمسلمين، أو المعالجات النوعية، فيحدد الضرورات تبعاً لذلك، إلَّا أنَّ الضرورات الشخصية بما هي شخصية فمختلفة من شخص لآخر، ومع ذلك فالقواعد العامة تقع بيد المشرع، ومصاديقها تكون بيد الشخص أو من هو معني بذلك، وهذه الضابطة تمنع من تطبيق الأحكام الثانوية علىٰ حالات ربما تكون متأثرة بالانفعالات النفسية أو الاجتماعية، ومن أمثلة ذلك الحكم بعدم الصوم للمريض للضرورة من مرض وغيره، فإنَّه يبقىٰ تشخيص المرض بالدرجة التي يؤثر علىٰ أداء الصيام هو من تشخيص الموضوع الذي يقع علىٰ الشخص نفسه أو الطبيب وهكذا أمثلة كثيرة، وأمّا ما يقع من الضرورات في أصل موضوعنا من الاضطرار لمصافحة الأجنبية فيقع في البيان التالي:

تشخيص الاضطرار في مصافحة الأجنبية:

قبل البدء في بيان تشخيص الاضطرار وقول العلماء في ذلك لابد أولاً من معرفة أنَّ الكثير من الاضطرار في هذا المجال هي حالات شخصية وليست لها علاقة بالنظام الإسلامي، فهي ليست مسألة نوعية حتَّىٰ نبحث عن إيجاد قاعدة عامة تبيح للجميع مصافحة الأجنبيات، والاحتجاج بالقول من أنَّ مصافحة المرأة الأجنبية ضرورية في المجتمعات الغربية من جهة تطور العالم، وأنَّ التخلُّف عن ذلك يؤدي إلىٰ وهن الإسلام والمسلمين، فهذه مغالطة وكذبة ابتدعها البعض لأسباب لا تخفىٰ، نعم علىٰ المستوىٰ الفردي قلنا إنَّ تشخيص الضرورة تقع علىٰ عاتق الفرد نفسه، من كون الضرورة لا يمكن الفرار منها، أو وجود البديل عن الاضطرار، إلَّا أنَّ ذلك يجب أن لا يوقع المسلم في فخ الشيطان، المتمثل بالضرورات والاضطرار والحرج، وعليه أن يكون صادقاً مع نفسه وأن يحسن تدينه، من خلال السؤال والاستشارات التي ربما تؤدي إلىٰ إيجاد مخارج من مثل هذا الاضطرار، لاسيما أن هناك الكثير من المسلمين ممن أمسكوا علىٰ دينهم ولم تأخذهم في الله لومة لائم.

ثم إن الرجوع إلىٰ الفقهاء ومعرفة آرائهم والاطلاع علىٰ الروايات الواردة في الشريعة كفيل بسلوك الطريق الصحيح المنجي، بعيداً عن من يروج لتشخيصات بعيدة عن الواقع لإيهام المؤمنين بالجواز من باب الضرورات وأمثالها، لذا ننصح بالاطلاع علىٰ فتوىٰ العلماء بهذا الخصوص لاسيما التي صدرت حديثاً جواباً علىٰ الكثير من الأسئلة الخاصة بمثل هذه المواضيع لمن هو مبتلٍ بها، وهي تملأ الكتب والمواقع ومتيسرة جداً.

تبصرة مهمة:

ربما يقتصر الحديث عن مثل هذه المواضيع، عند نشر البحوث علىٰ إدراج كلمات الفقهاء وبعض أدلة الحكم بالتحريم أو الجواز، إلَّا أنَّ الماكنة الإعلامية المقابلة، والأساليب المستخدمة ذات التأثير النفسي علىٰ المتلقي لمثل هذه المواضيع، تعمد إلىٰ كثرة المغالطات والشبهات التي تطرح لتضليل الحقائق، ومن المؤسف جداً أنَّ العقل الجمعي، والتأثير الإعلامي التي تقوم بوصف قضايا ليس لها واقع، وما إلىٰ ذلك من الأساليب التي توقع المسلم في فخ التضليل من حيث لا يشعر.

لذا نرىٰ من الضرورة بمكان مقابلة تلك الماكنة الإعلامية ومواجهتها بما يناسب من الطرق التي تبرز الحقائق جلية لا ريب فيها، ووضع الصورة الخبيثة والأغراض المشبوهة بين يدي المسلم حتَّىٰ لا يتأثر بكلمات مجملة ومغلفة ببعض المصطلحات المضلل له، وربما لكثرتها، لا يسعهم إنكارها فيأخذونها أخذ المسلَّمات، لذا ندعو الأخوة الكتاب – في مثل هذه المواضيع المهمة التي تقع ضمن دائرة الجدل – أن يتوسَّعوا في بحوثهم أكثر من كونها بحوثاً وأدلةً مستهلكة ومتكررة بحيث لا يجد القارئ شيئاً جديداً يستلذ بقراءته، ويفتح له الأفق في فهم الاعلام والآراء المقابلة فضلاً عن فهم واقع المطالب الحقيقة التي يحتاج إلىٰ فهمها.

كما أنَّ المسؤولية الأكبر تقع أيضاً علىٰ عاتق المتلقي لمثل هذه الأفكار، وما يطرح من برامج مرئية أو كتبية تحاول تغذية الأوساط العامة بكم من الشبهات والتضليل والكذب حتَّىٰ تكون مسلمة عندهم، والمسؤولية هنا تتلخص بالقيام بدورين أساسيين، وهما مما يقع ضمن دائرة المسؤولية الشرعية عليهم:

الدور الأول: أن يحصن المؤمنون أفكارهم من الوقوع في هذا الفخ من خلال التعلم والسؤال عن الحقيقة، وكلاهما واجبان شرعيان، فلا يظن البعض أنَّ جهلهم يرفع المسؤولية عنهم، سواءً من جهة الذنب أو صحة العمل.

الدور الثاني: وهو الأهم، أن لا يكون المؤمن أداة رخيصة بيد أولئك الذين يبحثون عن من يصدقهم ثم يروِّج لهم أفكارهم فيكون عنصراً مساعداً بل أساسياً في إيجاد مثل هذه الأفكار في الأوساط الإسلامية، بل ربما البعض يزيد عليها ما هو أسوأ بسبب غبائه وجهله، إذ لابد للمؤمن أن يكون كيّساً فطناً لا تنطوي عليه هذه الأساليب الهدامة، بل ربما الكثير ممن لهم دراية وفطنة وإيمان راسخ يتصدون لردّ هذه الأفكار، ويعملون من خلال برامج متعددة في بيان زيف تلك الأفكار وهو من أهم الواجبات التي ربما تقع علىٰ من كان موفقاً.

فهناك من يدس السم بالعسل، بطريقة ربما تنطوي علىٰ الكثيرين، وينتج أخذ ما يطرح من جدل ومغالطات أخذ المسلَّمات، فيرتّب عليه البعض الأثر دون الرجوع إلىٰ حقيقة ذلك الأمر، لذا فقد عمدنا هنا إلىٰ الرد وبيان الأغراض علىٰ ما طرحته إحدىٰ الصحفيات في صحيفة العرب(43) من تدليس ومغالطة من أجل إيهام القارئ.

وتجدر الإشارة هنا إلىٰ أن اختيار هذا المنشور ليس له موضوعية لا من جهة الكاتب ولا الصحيفة، بل مجرد مثال لتبيين الأساليب المتبعة في استخدام بعض المفاهيم والأقوال علىٰ أنَّها واقع، دون أن يلتفت المتلقي إلىٰ الأغراض التي وراء هذه الأساليب، فمثل هذا النموذج – المراد طرحه هنا – الكثير مما لا يخفىٰ، والمهم أن يرىٰ القارئ الكريم كيف تتبلور الأفكار وكيف تطرح وأي أسلوب يتبع، لأجل إيجاد فكر متكوّن من مجموعة قضايا متفرِّقة تنتج في مجموعها ذلك الفكر المشوش العليل، لذا عمدنا إلىٰ بعض التفصيل والإيضاح مما يجعل المؤمنين في حذر من الوقوع في شباكهم، وعدم أخذ كل ما يطرح وإن كان كثيراً أخذ المسلَّمات قبل التحقيق والتدقيق أو الاعتماد علىٰ الجهات المأمونة.

وعلىٰ ذلك سنأخذ الكلمات المريبة ونعلق عليها، كما أرجو ممن يطلع علىٰ الحقيقة الحذر الكبير من هذه السموم، وتعدد الملاحظات وتنوعها يهدف إلىٰ وضع القارئ في صورة كاملة، فإليك القول، والرد، وبيان الغرض:

قولها: وترفض حلقات واسعة من رجال الدين فكرة المصافحة بين الرجل والمرأة، معتبرة أن لمس الرجل ليد المرأة لن يكون بريئاً.

الرد: لم يكن هناك أحد يصرِّح بأنَّ السبب هو البراءة، فكلهم يوعزون السبب إلىٰ أوامر الشريعة.

الغرض: إيهام المتلقي أنَّ السبب في المنع هو البراءة وعدم البراءة، مما يركز في ذهن المتلقي أنَّه مع البراءة لا حرمة!!

قولها: وبرزت في هذا الشأن العديد من الفتاوىٰ والتأويلات المتشددة التي تحاول التنصل من جزء مهم من الثقافة الإسلامية.

الرد: الثقافة الإسلامية هي عدم مصافحة الأجنبية، لا مصافحتها كما تريد الكاتبة إثباتها.

الغرض: تريد الكاتبة أن تصور للقارئ أنَّ الثقافة الإسلامية خلاف منع المصافحة، وأن ما يثار من تحريم المصافحة هي تأويلات متشددة مخالفة للثقافة الإسلامية.

قولها: يعجزون – تقصد رجال الدين – عن تبرير كيف يمكن للمجتمع السوي القبول بذلك في العمل والتعاملات اليومية.

الرد: من قال إنَّ المجتمع السوي لا يقبل بالتعاملات اليومية إلَّا بمصافحة المرأة الأجنبية، ثم ما هو ميزان المجتمع السوي الذي تنادي به الكاتبة.

الغرض: الكاتبة تصور للقارئ أن المجتمع الذي يحفظ القيم والأخلاق والمبادئ التي منها تقديس المرأة وحفظ خصوصياتها ليس مجتمعاً سوياً، وتعتقد أنَّ المجتمع المتحلل الذي يعطي حرية الفساد وانحلال الأسرة هو السوي.

قولها: ويتساءل غالبية الرافضين لربط المصافحة بالحرام والحلال: كيف يمكن للطبيبات مثلاً معالجة وفحص المرضىٰ من الرجال من دون فحص ومسّ بالأيدي والأجهزة؟

الرد: من أين جاءت الكاتبة بأنَّ هناك علاقة بين المصافحة وعلاج المريض، علماً أنَّ جميع العلماء يفرقون بينهما.

الغرض: إيجاد فكرة عند المتلقي أنَّ هذا الذي يطرح من الحرمة هو مخالف للضرورات التي يحتاجها الإنسان، فلابد أن يكون هذا التحريم غير صحيح.

قولها: ولا يحمل المتشددون غير فكرة التحريم في الإجابة علىٰ مثل هذه التساؤلات المشروعة، في محاولة للتأثير علىٰ نسق الحياة الطبيعي للتعامل بين النساء والرجال وعزل المجتمع في تابوت التحريم والتخويف.

الرد: المسألة المطروحة هي مسألة فقهية خالصة وليس هناك جواب علىٰ التساؤل غير التحريم أو عدم التحريم أو الإباحة بالمعنىٰ الأعم، فأي جواب تريد هذه الصحفية غير الجواب الفقهي، وهل يلزم أن يكون الجواب من اختصاصات أخرىٰ؟!، ثم من الذي وضع نسق الحياة المتصور عندها حتَّىٰ أنَّ مثل هذا الالتزام يؤثر علىٰ نسق الحياة، بعد أن خالف الغرب نسق الحياة الطبيعي والشواهد علىٰ ذلك كثيرة مما لا يحصىٰ.

الغرض: التأكيد علىٰ أنَّ هذا التحريم هو من المتشددين، وإبعاد فكرة إجماع علماء المسلمين وأئمتهم علىٰ تحريم مصافحة الأجنبية، مما يرتكز في ذهن المتلقي عدم وجوب اتِّباع المتشددين، وأنَّ المسألة لا تعدو كونها فتاوىٰ شاذة من المتشددين، فلا داعي للعمل بها.

قولها: وبمجرّد كتابة (تحريم مصافحة المرأة للرجل) في محرِّكات البحث علىٰ الإنترنت ستظهر للمتابع قائمة طويلة من الفتاوىٰ والتفسيرات الغريبة لتسويغ هذا التحريم من قبل الهيئات الإسلامية ورجال الدين، تحت ذريعة أنَّ الشيطان سيكون ثالثَ أيِّ لقاء بين المرأة والرجل! وأنَّ مثل هذه المصافحة لن تكون بريئة بتاتاً.

الرد: أولاً: كثرة طرح المسألة في المواقع دليل أهميتها، ثانياً: إجماع تحير المسألة واضحة لاسيما تعدد الطرح ووضوحه واختلاف منابعه، ثم أين التفسيرات الغريبة غير نقل الأحكام الشرعية بأدلتها، ومن قال إنَّ العلة والسبب هو عدم البراءة كما تدَّعي الكاتبة؟!

الغرض: قلنا مراراً إنَّ هناك تركيز علىٰ بعض القضايا الأساسية وتكرارها لتركيز الفكرة عند المتلقي، حتَّىٰ تكون من المسلمات (كما يقال: اكذب، اكذب، ثم اكذب، حتَّىٰ يصدِّقك الناس، ثم اكذب حتَّىٰ تصدِّق نفسك)، وبالمناسبة هذه فكرة غربية ألمانية نازية(44).

قولها: وتعدّ المصافحات بين النساء المسلمات والرجال أمراً قديماً قدم المجتمعات.

الرد: هذا من الكذب المحض، إذ من أين جاءت الكاتبة بقدم المصافحات بين النساء المسلمات والرجال.

الغرض: واضح لإيهام المتلقي أنَّ التحريم جديد وليس له أصل.

– قولها: وأذكىٰ الإسلام الاجتماعي الجدل بشأن هذه النظرة الضيقة للمصافحة بين الرجل والمرأة، فتضاربت الروايات والفتاوىٰ بشأن هذا الأمر، لتخترق المجتمعات وتحدث بلبلة في صفوف المسلمين الذين أصبحوا عاجزين عن التمييز بين المباح والمحظور والنافع والضارّ في عقيدتهم.

الرد: لا تضارب ولا اختلاف بل كل الفتاوىٰ مجمعة علىٰ التحريم، ثم أين البلبة، وأين العجز، عن تمييز الأحكام، إلَّا في نطاق مخيلة من يسعىٰ لتسويق ذلك.

الغرض: تصوير الاختلاف والتضارب بين أقوال العلماء والفتاوىٰ، وبث البلبلة وعجز المسلمين عن التمييز، وما إلىٰ ذلك من إرباك المتلقي وتخويفه.

– قولها: من الاستحالة علىٰ النساء المسلمات الالتزام بعدم مصافحة الرجال سواء في اللقاءات الاجتماعية أو العمل.

الرد: من أين جاء تصور الاستحالة، والحال أنَّ الأعم الأغلب من المسلمات يلتزمن بعدم مصافحة الرجال دون أي سبب لهن حتَّىٰ الحرج.

الغرض: التركيز علىٰ استحالة التزام النساء بعدم المصافحة وتصويره أمر خارج الإرادة، غرضه فرض الضرورات التي لا واقع لها.

الخلاصة:

مما تقدَّم يتَّضح أنَّ مصافحة المرأة الأجنبية حرام علىٰ جميع المذاهب الإسلامية، وبيان ماهية ودرجة الاضطرار في مصافحة الأجنبية، وأنَّ الإصرار علىٰ هذا الذنب من الكبائر، وقد اتَّضح أنَّ الإصرار علىٰ الذنب مما يؤثر علىٰ عاقبة المؤمن، وآثار مثل هذه الذنوب تكون في الدنيا والآخرة، مضافاً إلىٰ ذلك ما له من آثار اجتماعية سلبية، ومن الأمور المهمة التي تناولها البحث، هو كيفية التعامل مع الأفكار الفاسدة التي تطرح لتضليل المؤمنين وإيهامهم بالمغالطات والشبهات التي تحرفهم عن جادة الصواب.

المصادر:

1 – القران الكريم.

2 – الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، نهج البلاغة.

3 – الآمدي، عبد الواحد بن محمد، غرر الحكم ودرر الكلم.

4 – الأنصاري، مرتضىٰ، كتاب النكاح.

5 – الجواهري، محمد حسن النجفي، جواهر الكلام.

6 – الحلي، الحسن بن يوسف المطهر، تذكرة الفقهاء.

7 – الخوئي، أبو القاسم، المسائل الشرعية (استفتاءات) (المعاملات).

8 – الخوئي، أبو القاسم، صراط النجاة (مع تعليقات الميرزا التبريزي).

9 – الدويش، أحمد بن عبد الرزاق، فتاوىٰ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.

10 – الريشهري، محمد، ميزان الحكمة.

11 – السبحاني، جعفر، رسائل ومقالات.

12 – السيد محمد سعيد الحكيم فقه العلاقات الاجتماعية بين الرجل والمرأة الأجنبية.

13 – الشربيني، شمس الدين محمد بن محمد، مغني المحتاج إلىٰ معرفة معاني ألفاظ المنهاج؛ الموسوعة الكويتية: ٣٧ / ٣٥٨ – ٣٥٩، مادة (مصافحة).

14 – الصدوق، محمد بن علي بن بابويه القمي، عيون أخبار الرضا (عليه السلام).

15 – الصدوق، محمد بن علي بن بابويه القمي، التوحيد.

16 – الطبراني، سليمان، بن أحمد، المعجم الكبير.

17 – الطبرسي، ميرزا حسين النوري، مستدرك الوسائل.

18 – العاملي، أحمد عبد الله أبو زيد، محمد باقر الصدر (السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق).

19 – العاملي، محمد بن الحسن، وسائل الشيعة إلىٰ تحصيل مسائل الشريعة.

20 – الكتبي، محمد بن ابراهيم بن يحيىٰ (الوطواط)، غرر الخصائص الواضحة وعرر النقائص الفاضحة.

21 – الكساني، علاء الدين، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع.

22 – المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار.

23 – المعصومي، محمد سلطان، عقد الجوهر الثمين.

24 – المفيد، محمد بن محمد بن النعمان، الإرشاد.

25 – المقدسي، عبد الله محمد بن مفلح، الآداب الشرعية.

26 – المكتبة الشاملة الحديثة.

27 – النسائي، أحمد بن شعيب، السنن الكبرىٰ.

28 – النيسابوري، مسلم بن الحجاج القشيري، صحيح مسلم؛ العسقلاني، أحمد بن علي، فتح الباري في شرح صحيح البخاري.

29 – لجنة الإفتاء، الموضوع: يحرم علىٰ المرأة مصافحة الرجل الأجنبي، رقم الفتوىٰ ٩٦٣،التاريخ ٢٨/١١/٢٠١٠.

30 – موقع: علىٰ دنيا الوطن.

31 – موقع صدىٰ البلد.

32 – موقع مكتب سماحة المرجع الديني الأعلىٰ السيد علي السيستاني (دام ظله).

33 – ابن عابدين، زين الدين ابن نجيم الحنفي، البحر الرائق شرح كنز الدقائق.

34 – الإعلامي جوزيف غوبلز، الذي كان ذراع هتلر لقمع حرية الفكر والتعبير، قناة العالم.

35 – صحيفة العرب، صدرة بتاريخ، الأربعاء ٢٧/١/٢٠٢١.

36 – النراقي، أحمد بن محمد مهدي، مستند الشيعة، ١٦: ٥٨.

الهوامش:


(1) الصدوق، محمد بن علي بن بابويه القمي، التوحيد، ص ٤٠٨.

(2) الكتبي، محمد بن إبراهيم بن يحيىٰ (الوطواط)، غرر الخصائص الواضحة وعرر النقائص الفاضحة، ص ٢٩٨.

(3) الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، نهج البلاغة: ٤/١٨.

(4) الصدوق، محمد بن علي بن بابويه القمي، عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ١/ ٢٢٧.

(5) أي خرقتم.

(6) الإمام علي (عليه السلام) – نهج البلاغة، ٢/١٥٥.

(7) المفيد، محمد بن محمد بن النعمان، الإرشاد، ص ١٤١.

(8) الريشهري، محمد، ميزان الحكمة، ١/٥٨٣.

(9) الخوئي، أبو القاسم، صراط النجاة (مع تعليقات الميرزا التبريزي)، ص٤٢٠.

(10) الخوئي، أبو القاسم، صراط النجاة (مع تعليقات الميرزا التبريزي)، ص٤٢٠.

(11) الخوئي، أبو القاسم، المسائل الشرعية (استفتاءات) (المعاملات).

(12) موقع مكتب سماحة المرجع الديني الأعلىٰ السيد علي السيستاني (دام ظله).

(13) الخوئي، أبو القاسم، صراط النجاة (مع تعليقات الميرزا التبريزي) ٢/٥٤٥.

(14) الخوئي، أبو القاسم، صراط النجاة (مع تعليقات الميرزا التبريزي) ٢/٥٤٥.

(15) الخوئي، أبو القاسم، صراط النجاة (مع تعليقات الميرزا التبريزي) ٥/٢٦٦.

(16) العاملي، أحمد عبد الله أبو زيد، محمد باقر الصدر (السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق) ٣٥٣.

(17) السيد محمد سعيد الحكيم فقه العلاقات الاجتماعية بين الرجل والمرأة الأجنبية.

(18) السيد محمد سعيد الحكيم فقه العلاقات الاجتماعية بين الرجل والمرأة الأجنبية.

(19) النراقي، أحمد بن محمد مهدي، مستند الشيعة، ١٦: ٥٨.

(20) الجواهري، محمد حسن النجفي، جواهر الكلام، ٢٩/١٠٠.

(21) الأنصاري، مرتضىٰ، كتاب النكاح، ص٦٨.

(22) الأنصاري، مرتضىٰ، كتاب النكاح، ص ٦٨.

(23) لجنة الإفتاء، الموضوع: يحرم علىٰ المرأة مصافحة الرجل الأجنبي، رقم الفتوىٰ ٩٦٣، التاريخ ٢٨/١١/٢٠١٠.

(24) الطبراني، سليمان، بن أحمد، المعجم الكبير، ٢٠/٢١٢.

(25) موقع: علىٰ دنيا الوطن.

(26) المعصومي، محمد سلطان، عقد الجوهر الثمين، ص١٨٩.

(27) المكتبة الشاملة الحديثة، ص١٧١، الرابط: ص١٤

(28) ابن عابدين، زين الدين ابن نجيم الحنفي، البحر الرائق شرح كنز الدقائق، ٨ / ٢١٩

(29) الكساني، علاء الدين، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع، ص١٢٣.

(30) السبحاني، جعفر، رسائل ومقالات، ٤/ ١٠٢، نقلاً عن كتاب، كفاية الطالب: ٢ / ٤٣٧.

(31) الشربيني، شمس الدين محمد بن محمد، مغني المحتاج إلىٰ معرفة معاني ألفاظ المنهاج: ٣ / ١٣٢؛ انظر الموسوعة الكويتية: ٣٧/ ٣٥٨ – ٣٥٩، مادة (مصافحة).

(32) الدويش، أحمد بن عبد الرزاق، فتاوىٰ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.

(33) موقع صدىٰ البلد.

(34) الحلي، الحسن بن يوسف المطهر، تذكرة الفقهاء: ٢ / ٥٧٥.

(35) العاملي، محمد بن الحسن، وسائل الشيعة إلىٰ تحصيل مسائل الشريعة: ١٤، الباب ١٠٥ من أبواب مقدّمات النكاح، ح١.

(36) العاملي، محمد بن الحسن، وسائل الشيعة إلىٰ تحصيل مسائل الشريع: ١٤، الباب ١٠٤ من أبواب مقدّمات النكاح، ح٢.

(37) العاملي، محمد بن الحسن، وسائل الشيعة إلىٰ تحصيل مسائل الشريع: ١٤/١٥١.

(38) الطبرسي، ميرزا حسين النوري، مستدرك الوسائل، ١٤/ ٢٧٧.

(39) النيسابوري، مسلم بن الحجاج القشيري، صحيح مسلم: ٦ / ٢٩؛ العسقلاني، أحمد بن علي، فتح الباري في شرح صحيح البخاري: ٥ / ٣١٢.

(40) النسائي، أحمد بن شعيب، السنن الكبرىٰ، رقم/٤١٨١.

(41) الطبراني، سليمان، بن أحمد، المعجم الكبير، ٥٠٤٥.

(42) المقدسي، عبد الله محمد بن مفلح، الآداب الشرعية، ٢/٢٥٧.

(43) صحيفة العرب، صدرة بتاريخ، الأربعاء ٢٧/١/٢٠٢١.

(44) قالها الإعلامي جوزيف غوبلز، الذي كان ذراع هتلر لقمع حرية الفكر والتعبير، قناة العالم.

Scroll to Top